أكد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء أن روح المسؤولية الوطنية التي تتسم بها الصحافة البحرينية قادرة على النأي بالمجتمع المتسامح والمتعايش عبر السنين عن كل ما يشق صفه ويؤثر في استقراره ، مؤكدا أن حريتها "حق دستوري، كفلته البحرين للجميع، وفق قاعدة أن ممارسة الحق تقابلها مسؤولية، وذلك لضمان حماية المجتمع".
وفي رسالة وجهها بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف يوم بعد غد الخميس، قال سموه: "إن تزامن الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة مع اختيار البحرين عاصمة للصحافة العربية للعام 2012، يؤكد أن ما أنجزته مملكة البحرين على صعيد حرية الرأي والتعبير، أصبح أمر محل تقدير واعتزاز ليس على الصعيد المحلي فحسب وإنما عربيا وإقليميًا ودوليًا، وذلك تتويجا لجهود أجيال من الصحفيين، رجالا ونساء، أثروا المجتمع بأفكارهم وأسهموا في تطوره وازدهاره".
إن حرية الصحافة – يضيف صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء – "هي جزء أصيل من حرية الرأي والتعبير، وهي حق دستوري، كفلته البحرين للجميع، وفق قاعدة أن ممارسة الحق تقابلها مسؤولية، وذلك لضمان حماية المجتمع من استغلاله بصورة تؤثر علي السلم الأهلي"، منوها سموه بالإرث التاريخي للصحافة البحرينية في المنطقة، وبأنها "مازالت تتدثر بسجل رائع من العمل والإنجاز، وأداء صحفي رصين، من أجل الصالح الوطني".
وأكد سموه إن المستوى المتقدم الذي وصلت إليه الحريات الصحفية في المملكة، يترجم بوضوح المضامين والرؤى العصرية التي أرساها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، الذي يعتبر الصحافة ركنًا محوريًا في مشروع التنمية الشاملة في ظل إيمان جلالته بالرسالة السامية للصحافة ودورها الرقابي على أداء مختلف السلطات.
وأشار سموه إلى أن البحرين واجهت ولا تزال تواجه هجمة إعلامية افتقدت الموضوعية والحيادية التي تعد العمود الفقري للإعلام الحر والنزيه، مؤكدا تمسك المملكة بالتعامل مع هذه الهجمة بمواقفها الثابتة تجاه حرية الرأي والتعبير والالتزام بالشفافية والصدق في التعامل مع مختلف قضايا المجتمع.
وأشاد سموه بالأقلام النزيهة التي دافعت وما زالت تدافع عن البحرين في أزمتها، في الداخل والخارج، لا يحركها سوى إيمانها بعدالة قضية الوطن، والحفاظ على لحمته الوطنية وتماسكه الاجتماعي، والتصدي لكل ما يدبر من الإعلام الدخيل الذي ساهم في إذكاء العنف عبر أشكال من المبالغات الإعلامية وبشكل افقد أصول وقواعد المهنة الصحفية وهو سلوك اقل من أن يوصف بأنه جبان ومخادع لأنه ابتعد عن الحقيقة والموضوعية .
وأكد سموه أنه يحرص على التواصل مع الصحفيين والكتاب والاستماع إلى أفكارهم ومقترحاتهم والعمل على تشجيعهم فيما يتناولونه من رؤى وأفكار تخدم الصالح العام.
وشدد سموه على أن القيم والمبادئ الرفيعة التي قامت عليها الصحافة في ظل دولة القانون والمساواة يجب أن توظف في البناء الاجتماعي بما يلبي أمال الوطن وشعبه ويحفظ أمنه.
كما نوه سموه بالحضور اللافت للشباب البحريني في ساحة الإعلام الجديد المتمثل في مواقع التواصل الاجتماعي، مشيدا سموه بما يبذلونه من جهد مخلص، في توضيح وتبيان الصورة الحقيقية لما شهدته البحرين من أحداث أمام الرأي العام العالمي، حرصا منهم علي عدم ترك هذه الساحة المهمة خالية أمام من يريد تشويه صورة البحرين في الخارج.
وأشاد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء بجمعية الصحفيين البحرينية و"دورها في التعبير بصدق عن الصحفيين وتطلعاتهم"، معربا سموه عن ثقته في قدرة أعضاء الجمعية على اختيار مجلس إدارتهم الجديد، بـ"ما يلبي آمالهم في الارتقاء بالصحافة البحرينية في كافة المحافل".
كما أشاد سموه بنادي مراسلي وسائل الإعلام الأجنبية في البحرين، و"حرص أعضاء النادي على نقل الحقائق عما يحدث في المملكة من تطورات وإنجازات"، منوها سموه بدور اتحاد الصحافة الخليجية، الذي يتخذ من البحرين مقرا له، "في دعم الصحافة الخليجية والمساهمة في تطويرها وإعلاء رسالتها النبيلة" .