أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تقريراً عن الحريات الدينية في الشهر الماضي، ووصفت فيه قطر بأنها تمارس الترحيل القصري لعدد من الوافدين لديهم جراء ممارسة طقوسهم الدينية وهم 4 من الهنود، كما أنها قامت بمخاطبة 150مجموعة دينية تنبههم بعدم ممارسة طقوسهم الدينية، ويعتبر ذلك مخالفاً لاتفاقيات حقوق الإنسان والحريات الدينية.

هذا الاعتراف من قبل وزارة الخارجية الأمريكية يؤكد أن قطر تمارس أساليبها غير الأخلاقية والبعيدة عن قيم التسامح والتعايش والحريات التي صدعت قناتها الإرهابية «الجزيرة» في نشرها، وفي الواقع كشف هذا التقرير عن حجم الخروقات الحقوقية التي ينتهجها النظام تجاه المقيمين بحقوقهم الدينية وممارستهم طقوسهم التي نصت عليها الاتفاقيات الدولية.

ولم أستغرب ما قيل بهذا التقرير، فأسلوب الترحيل القصري والتهديد هو الأسلوب القطري المعتاد وعقلية النظام المبنية على الترهيب وبث روح الخوف والرعب بين أوساط المجتمع القطري، فكم قبيلة تم ترحيلها من قطر بسبب مواقفهم الصريحة تجاه جيرانهم، فقبيلة الغفران والقبائل في الزبارة ارتكب النظام بحقهم أبشع الجرائم والتي إلى هذه اللحظة يمارس فيها هذا النظام سلوكه العدائي تجاه كل من يعارضه.

وعودة إلى موضوع الحريات الدينية بقطر، فإن النظام لم يكتفِ فقط بالترحيل وتهديد المجموعات التي تمارس طقوسها الدينية، بل ذكر التقرير أن قطر اعتدت على العديد من الطوائف الدينية عبر وسائل إعلامها، فقد ذكر التقرير أن صحيفة «الراية» القطرية قد مسحت مقالاً اعتدى فيه كاتب على طائفة دينية ولم تتخذ بحقه أي إجراء لمخالفته الصريحة بذلك.

خلاصة الموضوع، الحريات الدينية في قطر ليس لها أي وجود، فعقلية النظام القطري قائمة على البطش والترهيب والترحيل لكل من يخالفه، بعيداً عن احترام أي مواثيق أو معاهدات، فالتقرير الأمريكي الصادر من وزارة الخارجية هو واحد من مئات التقارير الدولية التي تثبت مدى تورط قطر بجرائم تجاه الحريات الدينية والتي تطالب دول بتنفيذها وهي من تقوم بخرقها والتستر عليها، فكل يوم تظهر لنا قناة «الجزيرة» وتتحدث عن الحريات والدولة التي تبث منها هي أكبر منتهكة للحريات بجميع أشكالها وعلى رأسها الحريات الدينية.