نجح معهد الإدارة العامة (بيبا) في تصميم مؤشر لقياس مكونات رأس المال الفكري بمنهجية ميسّرة مستفيداً بذلك من الأدبيات الحديثة في مجال البحث العلمي في الإدارة العامة، جاء ذلك خلال استعراض ورقة عمل قدمها إسحاق أمين المدير التنفيذي لإدارة التعليم والتطوير في المعهد خلال مشاركته في الاجتماع السنوي لمديري وقيادات معاهد الإدارة في الوطن العربي وأوروبا الذي نظمته المنظمة العربية للتنمية الإدارية بالتعاون مع المؤسسة الأوروبية العربية، والذي استضافته المؤسسة الأوروبية العربية في مدينة غرناطة الإسبانية خلال الفترة 5-7 مايو الجاري.
وأشار أمين إلى أن معهد الإدارة العامة استطاع ربط رأس المال الفكري بتطوير الإدارة العامة كأداة إستراتيجية، وهو ما يشكل قيمة مضافة تحسب إيجاباً على الإنجازات التي حققها المعهد في فترة وجيزة منذ تأسيسه في عام 2006، مضيفًا أن المعهد قام بإعداد دراسة بحثية على عيّنة من موظفيه باستخدام مؤشر قياس رأس المال الفكري وتوصل إلى أن مؤشر نسبة رأس المال الفكري لمعهد الإدارة العامة (بيبا) تبلغ 65% وهي نسبة متميّزة بناءً على المعايير المعتمدة وبناء على العمر النسبي القصير للمعهد.
وأضاف أمين أن مؤشر رأس المال الفكري يسهم في تحسين وتطوير أعمال المنظمة ووضع الموارد في المواقع المناسبة في عمل المنظمة بناءً على قياسه للرأس المال البشري والهيكلي ورأس مال العلاقات في المنظمة، مبينًا أن المعهد نجح في تقديم أداة مبسطة لقياس مؤشرات رأس المال الفكري في المنطقة وسيتم تطبيقها على معاهد الإدارة العامة الخليجية لامتيازها بسهولة التطبيق من حيث المدخلات المطلوبة وسهولة التطبيق من حيث الوصول إلى النتائج بشكل حسابي مبسط يساعد في فهم الوضع المؤسسي الحالي.
وعن أهمية هذا المؤشر في تحسين وتطوير أعمال المنظمات، يقول أمين أن الاهتمام بموضوع رأس المال الفكري أمر في غاية الأهمية نظرًا لارتباطه بموضوع خلق القيمة المضافة في المنظمة value creation، مشيراً أن كثير من الخبراء يرون أن عدم القدرة على استيعاب كيفية خلق القيمة في المنظمة يؤدي إلى سوء في توفير الموارد اللازمة لخلق هذه القيمة.
وأوضح أمين أن المنظمات التي لا تهتم بقياس مؤشر رأس المال الفكري لا تعي نموذج عملها Business Model مما يؤدي إلى عدم قدرتها على تقييم الفرص التي تصل إليها في الحاضر والمستقبل، وهذا أمر يؤدي في نهاية المطاف إلى فشل المنظمة في عملها. موضحاً أن هناك أمثلة واضحة لبعض المؤسسات التي أضاعت فرص صناعة القيمة في عملياتها فأدى بها الأمر إلى السقوط بل إلى الزوال مثل شركة Marconi في المملكة المتحدة وشركة Enron في الولايات المتحدة.