أيقظ الرصاص، فجر اليوم الثلاثاء، بعض سكان ضاحية "دوحة عرمون" في بيروت على جريمة من الأبشع، وفيها أطلق لبناني "ما يزيد عن 30 رصاصة" من رشاش حربي على زوجته أمام أولادها، فأرداها للحال "ثم أشعل سيجارة وجلس بدم بارد ينتظر الشرطة"، على حد ما ورد في واحد من مواقع إخبارية عدة، إضافة إلى اتصال أجرته بإحدى المقيمات في "الدوحة" المطلة على مطار رفيق الحريري الدولي.
وذكرت المواقع الإخبارية، وبعضها نقل خبره الصغير جداً عن الوكالة الوطنية للأنباء، كما وعن الصليب الأحمر اللبناني، أن "ع.ز" قتل زوجته "س.أ" داخل منزلهما "بطلق ناري، فتم نقلها إلى مستشفى بالمنطقة" وهي قتيلة. ثم حضرت إلى المكان الأدلة الجنائية والطبيب الشرعي "والعمل جار على توقيف زوجها الذي فر إلى جهة مجهولة"، وفق الوارد في معظم المواقع التي أتت على خبر الجريمة.
كان يضربها طوال 20 سنة
إلا أن موقع "التيار الوطني الحر" اختلف عن سواه بذكره أن الزوج أطلق 30 رصاصة على زوجته، وأشعل سيجارة ينتظر قدوم الشرطة ليسلم نفسه، فيما ذكر موقع "النشرة" أن الزوج استخدم رشاشاً لقتل زوجته، ونقل عن وكيلها المحامي أشرف الموسوي أن خلافات عائلية كانت بين الزوجين طوال 20 سنة، وتعرضت خلالها "للعذاب والقهر"، وأن توقيفه تم أمام دائرة للشرطة في منطقة بعبدا، حيث يخضع الآن للتحقيق.
روى المحامي أن الزوجة سبق "وتقدمت بدعوى قضائية بحقه، إلا أنه استدرجها بغية مسامحته مع أولادها منه، وعمد إلى إطلاق النار عليها برشاش حربي في جميع أنحاء جسمها فأرداها على الفور"، فيما أكدت مقيمة في المنطقة وطلبت عدم ذكر اسمها، أن الزوج أطلق "رصاصات كثيرة بالفعل، يعني عشرات الرصاصات"، وفق تعبيرها بالهاتف.
ذكرت المقيمة أن اسم الزوج علي الزين، وهو بالخمسينات من عمره. أما زوجته سارة الأمين فعمرها 47 سنة، وكانت تتعرض للضرب كلما غضب زوجها من أمر ما، فهربت إلى بيت عائلتها، لكنها عادت أمس الاثنين إلى البيت، وفيه قتلها. أما عن إشعاله للسيجارة وانتظار رجال الشرطة ليعتقلوه "فهي معلومات لست متأكدة منها، لكني سمعت أنهم اعتقلوه في بعبدا" القريبة من دوحة عرمون.
في هذه الضاحية المطلة على مطار رفيق الحريري الدولي قتل علي الزين زوجته سارة أمام أولادها
المحامي يؤكد مقتلها بأكثر من 30 رصاصة
الشيء نفسه تقريباً ذكره "تلفزيون الجديد" الذي أضاف جديداً عن لسان أحد أبناء القتيلة، وهو أن زوجها قتلها في الخامسة فجراً، بإطلاقه الرصاص من رشاش على وجهها "واستيقظنا، وكان يريد إطلاق الرصاص علينا، لكننا هربنا من المنزل"، ونفى الابن أن يكون والده يعاني من أي أمراض.
واعترف الابن أن والده كان يضرب والدته ويمنعها من رؤية أخواتها "ومنذ شهر فقط تعرفنا إلى خالاتنا"، فيما ذكر محامي المغدورة أن الدعوى التي أقامتها منذ أسبوعين ضد زوجها كانت متسلحة بقانون العنف الأسري، لكنه تهرب من التحقيق ولم يتواجد في البيت. ثم أبلغت الزوجة محاميها، أمس الاثنين، أنها قررت أن تعود إلى منزلها وإلى زوجها وأولادها الستة. ووصف التمثيل الذي لحق بالجثة بأنه "أمر مريع جداً"، مؤكداً أن أكثر من 30 رصاصة اخترقت جسدها.
إلا أن موقع صحيفة "النهار" اللبنانية، قلل من عدد الطلقات، فذكر أنها كانت 20 وليس 30 رصاصة، كما قلل عامين من عمر القتيلة، فنشر أنه 45 وليس 47 سنة، من دون أن يأتي على انتظار الزوج القاتل للشرطة بعد أن جلس بدم بارد وراح يدخن سيجارة.