وكالات


أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية بأن واشنطن تخطط لتقليص عدد العاملين في سفارتها بكابول عقب استكمال انسحاب القوات الأجنبية، بسبب "تدهور الوضع الأمني" في أفغانستان.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في السفارة الأميركية بأفغانستان، أنه من المحتمل إجلاء آلاف الموظفين الأميركيين والأجانب والمتعاقدين العاملين بالسفارة.

وأضاف المسؤولون أن هذه الخطط الجديدة جاءت بسبب مخاوف أمنية، عقب تدهور الوضع الأمني ​​في جميع أنحاء البلاد.


وأكد مسؤول في السفارة للصحيفة أن "مسؤولي وزارة الخارجية يعيدون النظر في بقاء عدد كبير من المتعاقدين والموظفين الآخرين في السفارة التي تضم حوالي 4 آلاف شخص، ضمنهم 1400 أميركي".

وقال مسؤولون إنه من المتوقع أن تؤدي المراجعة إلى خفض كبير يقدر بـ"الآلاف"، في صفوف المتعاقدين الأفغان والموظفين الأجانب والأميركيين.

وأوضح مسؤولون في السفارة لـ"وول ستريت جورنال"، أن وزارة الخارجية الأميركية تدرس أيضاً إمكانية نقل بعض الوظائف إلى الولايات المتحدة، أو تقليصها بإلغاء بعضها.

مخاوف أمنية

ولفت أحد المسؤولين في السفارة الأميركية إلى أن الوضع الأمني ​​في أفغانستان "صعب جداً"، مضيفاً أن الولايات المتحدة حاولت إبلاغ المسؤولين الأفغان بأنها ستواصل دعم الحكومة، بينما تستعد أيضاً للتعامل مع المخاوف الأمنية.

وقال مسؤول آخر: "لا نريد تقليص المهمة بشكل كبير، حتى لا يؤثر الأمر على القيام بعملنا الدبلوماسي الحاسم".

وتعد السفارة الأميركية في كابول إحدى أكبر سفارات الولايات المتحدة في العالم، وهي مسؤولة عن الحفاظ على الاتصالات مع الحكومة الأفغانية وحلفاء واشنطن، إلى جانب الإبلاغ عن التطورات السياسية والأمنية والإشراف على ميزانية مساعدات تقدر بمليارات الدولارات.

وتضم السفارة، التي تتشكل من مجمع شاسع تبلغ مساحته نحو 36 فداناً، المقر العسكري للولايات المتحدة ومنظمة حلف شمال الأطلسي في حي وزير أكبر خان الراقي شمالي كابول، وهي منطقة شديدة التحصين وتعرف أحياناً بـ"المنطقة الخضراء".

كذلك يضم مجمع السفارة مكاتب وشققاً سكنية ومرافق ترفيهية ومسبحاً وسوقاً، بالإضافة إلى حانة تدعى "Duck and Cover".

ويقع المجمع خلف سلسلة من الجدران الإسمنتية المضادة للانفجارات، ويتوفر على بوابات معدنية عالية تحيط بها حواجز لحمايتها من محاولات الاقتحام.

استعدادات في مطار كابول

وكانت "وول ستريت جورنال" نقلت عن مسؤولين مطلعين على خطط الإجلاء الأسبوع الماضي، أنه "بسبب المخاوف الكبيرة في أفغانستان، تم تكثيف الاستعدادات والتفكير في عمليات الإجلاء، بناءً على سيناريوهات أكثر تحديداً".

وأكدوا أنه "لا توجد حاجة فورية لإجلاء الأميركيين"، وأن "الاستعدادات لا تزال قيد التخطيط، وإن كان ذلك بإلحاح أكبر"، مشيرين إلى "وجود تنسيق" بين الجيش ووزارة الخارجية الأميركية في هذا الشأن.

وأشار المسؤولون الذين تحدثت إليهم الصحيفة إلى "تخصيص طائرات مروحية في مطار كابول القريب الذي يمكن استخدامه كجزء من عملية الإجلاء".

وقد تتطلب عملية الإجلاء حضوراً كبيراً للقوات الجوية وطائرات كبيرة لإجلاء موظفي السفارة والأميركيين الآخرين في أفغانستان، وهي عملية "قد تستغرق أياماً حتى تكتمل"، وفقاً لأشخاص مطلعين.

وفي عام 1975، أجرت الولايات المتحدة إخلاءً واسعاً بطائرة مروحية، من سفارتها في سايغون بفيتنام، وهي عملية إنقاذ تمت بعد عامين من مغادرة الوحدات القتالية الأميركية.

"وضع صعب"

وكانت تقارير صحافية كشفت تفاصيل تقييم استخباراتي أميركي، خلص إلى أن حكومة أفغانستان قد تنهار في غضون 6 أشهر من اكتمال الانسحاب العسكري الأميركي من البلاد.

ويفيد التقييم بأن حكومة أفغانستان وعاصمتها كابول قد تسقطان بعد 6 إلى 12 شهراً من مغادرة القوات الأميركية، فيما يرى مسؤولون غربيون آخرون أن الانهيار قد يأتي بعد 3 أشهر فقط.

وأنهى الجيش الأميركي في الثاني من يوليو الجاري، تواجده في قاعدة "باغرام" الجوية في أفغانستان، والتي كانت تعد مركزاً رئيسياً في حربه للإطاحة بحركة "طالبان" ومطاردة تنظيم "القاعدة".

ونقلت مجلة "بوليتيكو" عن مصدرين أميركيين أن الولايات المتحدة لديها حالياً ما يقرب من 600 جندي في أفغانستان، معظمهم من قوات مشاة البحرية وأفراد من الجيش، لتوفير الأمن للسفارة الأميركية في كابول.

وقالت"بوليتيكو" إن معايير "خطة العمل في حالات الطوارئ" الخاصة بالسفارة تُشير إلى أن الدبلوماسيين الأميركيين يواجهون بالفعل "وضعاً صعباً، من المرجح أن يتفاقم مع تقدم حركة طالبان التي استعادت نشاطها، أمام حكومة أفغانية ضعيفة".

وأضافت المجلة أن الدبلوماسيين الأميركيين يعتقدون أنه "لا يمكن الاعتماد على الحكومة الأفغانية في حمايتهم، خاصة وأن البلاد تبدو على شفا حرب أهلية".