النظام القطري له من الجرائم المفجعة بحق شعبه وجيرانه لا تغتفر ولا يمكن التغاضي عنها، كونها جرائم تهدد وجود الكيان الخليجي الذي أسس من أجل التصدي للأطماع الإيرانية والمؤامرات التي تحاك ضده، غير أن قطر بنظامها وبالتحديد تنظيم الحمدين قد أصر على كسر الوحدة الخليجية منذ مشروع إنشاء قناة الجزيرة عام 1996م، وهذا يعتبر بداية الانطلاقة الفعلية للفوضى الخلاقة في الشرق الأوسط. فمهما نتحدث ونقول أو ندخل في تفاصيل أعمق، فهذا النظام جاهز لكي يقوم بتنفيذ أي مخطط تخريبي، فهو يساند ويحتضن جماعات إرهابية متطرفة ولا يستحي بأن يقول ذلك، بل على العكس فهو يعطيها الكثير من الإمكانيات لتنفيذ تلك المخططات، وتستغل أي أفراد أو جماعات تخدم أهدافهم، فمثلاً بالبحرين قام النظام القطري بتعزيز تحالفاته مع جمعية الوفاق المنحلة وقدم لهم خدمة إعلامية مجانية لنقل سمومهم للمجتمع البحريني ولدول العالم، مع التآمر ضد النظام الحاكم بالبحرين من أجل تحقيق الهدف الأكبر وهو الانقلاب وتسليم البحرين لإيران. والأعمق من ذلك هو اليوم أن قطر ورغم انتهاكها الواضح والصريح للاتفاقيات والمعاهدات ومنها اتفاق الرياض 2013 و2014، واتفاق العلا، إلا أنها لا تأبه لذلك، بل هي مستمرة في تعنتها وهجومها المعلن والصريح على الدول المقاطعة، فهي تنشر معلومات مضللة عن مملكة البحرين وتختلق أزمة سياسية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وتصنع سيناريواً مضحكاً لهذا الخلاف الذي لا يتعدى اختلافاً في وجهات النظر لا أكثر ولا أقل، بل تعدى الأمر أكثر من ذلك التدخلات السافرة في شؤون الدول الداخلية والتطاول الصارخ لكل ما يمس أمنها واستقرارها وكأنها تملك أداة للتخريب وهدم أي مساعٍ للسلام بالمنطقة. فماذا يخطط النظام القطري للمرحلة المقبلة؟ للإجابة على هذا التساؤل لا يحتاج لمزيد من التفاصيل، هو مواصلة العمل في مخططات تنظيم الحمدين بقيادة تميم بن حمد آل ثاني، فهو الآن الواجهة التي يتكل عليها هذا التنظيم الذي سيواصل العمل في تفكيك أي قوى عربية تتضامن لتحقيق السلام، فتميم ما هو إلا أداة وواجهة لتنفيذ قرارات التنظيم، حتى أن دول العالم تعلم جيداً أن تميم مجرد «مندوب» لتنظيم الحمدين، وأن الخطة القطرية المقبلة تنتظر الأوامر من الإدارة الأمريكية الحالية التي خذلت هذا التنظيم بمخططها بمغادرة الشرق الأوسط، وهذا بحد ذاته ضربة في خاصرة التنظيم الذي يبحث عن الحماية الدولية له.