لقد كانت جائحة كورونا من أعظم الاختبارات التي مر بها العالم خلال القرن الواحد والعشرين، وستكون لها آثارها الكبيرة على مستقبل دول العالم، وستعلن النتائج النهائية لمن استطاعوا تحويل الجائحة إلى نجاح، ومن خاضوا التجربة ويحاولون الاستفادة منها، وسيظهر الانتهازيون كذلك ممن حاولوا استغلال الجائحة في مكاسب متغاضين أثر هذا الكسب على صحة المجتمعات، وسيعلم الفاشل أنه كان غافلاً عما يحدث وأنه لم يتمكن من قراءة ما بين سطور رموز الفيروس.

أقول ذلك وأنا أرى البحرين تعمل جاهدة على أن تكون ضمن الدول التي أدركت حجم المشكلة، وبدأت في مواجهتها من البداية بالعلم والمثابرة وبإخلاص من أبنائها الذين وقفوا خلف زعيم هذه المرحلة وقائد سفينة النجاة والخروج من أمواجها العاتية، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه.

أقول ذلك وبكل فخر واعتزاز وأنا أرى البحرين قد شاركت في إعداد أحد اللقاحات العالمية وقدمت بحوثاً علمية أنتجها أطباء يشار إليهم بالبنان على الصعيدين الإقليمي والدولي، وأيضاً قدرة البحرين على تحديد الأولويات وقراءة المستقبل، بالتوقيع على إنشاء أول مصنع لإنتاج اللقاحات، وتوفيرها لبنية تحتية صحية لم يحدث أن عجزت يوماً واحداً خلال الأزمة عن توفير العلاج لكافة المرضى.

بل إن البحرين أثبتت أنها تمتلك رؤية استشرافية للمستقبل، حين بدأت مبكراً في تأسيس بنية تحتية تكنولوجية، وفرت خدمات حكومية لكافة المواطنين، لم يكن لها أن تتوفر بسبب تدابير فيروس كورونا، فرغم اتخاذ قرارات العمل، والغلق لمعظم الأنشطة التجارية، إلا أن الجميع استطاع أن يعمل عن بُعد وبنجاح تام، ولم يجد مواطن أي صعوبة في تخليص معاملاته إلكترونياً، ولم تتوقف الخدمات التعليمية أو العدلية ونجحت مناورة التجار في بيع بضائعهم افتراضياً.

لكن أجد نفسي متحيزاً لما أعتبره أكبر استفادة لنا من جائحة (كوفيد 19)، وهو بدء صناعات دوائية وعلاجية في البحرين وكنت دائماً وأبداً أطالب بها، وأتمنى أن تثمر هذه البذرة عن مزيد من الصناعات النظيرة، ولتكن البحرين مقراً للصناعات الدوائية.. نعم هو حلم وطموح كبير، لكنه يمكن أن يحدث مع رجل وطني مخلص حكيم وحليم مثل الأمير سلمان بن حمد آل خليفة والمخلصين من أمثاله للبحرين.

* قبطان - رئيس تحرير جريدة «ديلي تربيون» الإنجليزية