ما حققته البحرين خلال الشهر الماضي يعتبر في تصنيف الدول إنجازاً غير مسبوق، فمن يتابع أرقام المصابين بفيروس كورونا قبل شهر حيث تجاوزت 3 آلاف إصابة يومية ويقرأ آخر أرقام وصلنا إليها لتنزل إلى أقل من 100 إصابة، يدرك حجم الجهد المبذول من الدولة وفريق البحرين بقيادة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، والفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا، وهو ما لا يمكن أن يسعنا الحديث عن تفاصيله التي ربما لا تنشر بكامل وقائعها وما يراه الفريق الوطني الطبي كل لحظة من تحديات وما يواجهه من مخاطر كبيرة خاصة مع انتشار حالات فيروس كورونا المتحور الجديد في مختلف دول العالم.

ولا يمكن إغفال وعي المواطنين بحجم المسؤولية الكبيرة التي ألقيت على كاهل الجميع، صغيراً وكبيراً، حتى ترى الأطفال اليوم وقد أدركوا أن مطالبهم السابقة بالخروج واللعب والتقاء الأصدقاء، شيئاً يجب أن يتأجل حتى تمر الأزمة، ولم نكن ندرك يوماً أن يتشارك معنا أطفالنا حمل المسؤولية والالتزام بارتداء الكمامات وتطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي والتدابير الخاصة بفيروس كورونا، حتى أن أطفالنا اليوم بات حديثهم العفوي مشمولاً بجمل تحمل بين طياتها كلمات «فيروس» و+«كمامة».

لقد تغير المجتمع كله وأفرز صورة إيجابية من بين سلبيات هذا الفيروس، حين بدأ يدرك أهمية اتباع الإجراءات الاحترازية والتزم المسؤولية، ولم يكن ذلك إلا اتباعاً وأسوة للقائد الكبير، جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه الذي حرص في كل مناسبة على التأكيد على أهمية صحة المواطن وسلامته، وطمأنة الجميع بأن الدولة تعمل بكامل طاقتها للحفاظ على كل إنسان.

ولقد فزعنا جميعاً من أرقام الإصابات والوفيات خلال الفترة الماضية، ولا أعتقد أن أي إنسان ما كان ليأتيه النوم قبل أن تخرج إحصائية وزارة الصحة اليومية ليعلم أعداد الإصابات والوفيات والمتعافين ومن هم في العناية المركزة، بل إن الجميع بدأ يلجأ إلى الحاسبات لحساب النسب بنفسه، ويحاول أن تبقى البحرين في محيط الإشارة الصفراء على أمل الوصول إلى الإشارة الخضراء.. وسنصل إليها بإذن الله وبجهود المخلصين من أبناء هذا الوطن، ويقيني دائماً أن البحرين ستبقى في أمان طالما كان على رأس قيادتها جلالة الملك المفدى وسمو ولي العهد رئيس الوزراء.