خطوة جريئة ومتقدمة ستقدم عليها حكومة مملكة البحرين خلال الأيام القادمة، وذلك نتيجة لنجاح عملية تسطيح منحنى الإصابات اليومية بفيروس كورونا ووصولنا لأرقام جداً إيجابية من خلال نزول عدد الإصابات لأدنى المستويات وكذلك الوفيات.

الإجراءات التي اتخذت في الأسابيع الماضية جاءت بثمارها ولله الحمد، ونجحت البحرين من خلالها في عملية التعامل مع سرعة تفشي الفيروس، وكل هذا يأتي بفضل من الله سبحانه وتعالي ثم الأساليب التي اتخذت بالإضافة لعملية الالتزام التي لوحظت من قبل الناس.

في ظل ذلك استمرت البحرين في تقديم الخدمات الطبية المجانية المعنية بالتصدي لهذا الفيروس عبر المعالجات وتقديم اللقاحات المجانية وأيضاً الجرعات التنشيطية وفتح المجال لتطعيم صغار السن، والأرقام المعنية باللقاحات تكشف الإقبال الكبير على أخذها وجعلت البحرين تتخطى حاجز المليون تطعيم، ما يعني أننا وصلنا لنسبة شبه كاملة من عملية التحصين ضد الفيروس، الأمر الذي سيخفف من وطأة وآثار الإصابة لدى الغالبية بإذن الله.

نحن الآن في مؤشر «الضوء الأصفر»، وغداً ستبدأ مرحلة يمكن أن نعتبرها «اختباراً» لمدى التزام الناس بالإجراءات والاحترازات بالإضافة إلى الإقبال على التطعيمات، باعتبار أن الحكومة قررت إخضاع الأيام الثلاثة التي ستسبق وقفة عرفات وإجازة عيد الأضحى المبارك لمؤشر «الضوء الأخضر» والذي يعني عودة الحياة إلى طبيعتها مع تطبيق الاحترازات وتقليل عدد منها على سبيل المثال ارتداء الكمامات في الخارج.

هذه الأيام الثلاثة مهمة جداً لاختبار مستوى المناعة التي وصلنا لها، إذ باعتبار أن التطعيم تم أخذه من قبل غالبية شعب البحرين والمقيمين فيها فإن نسبة الإصابة للفيروس يفترض أن تقل، وتجاوز هذه الأيام بنسب مشابهة لما مررنا به في الأيام الماضية يعني أننا على الطريق الصحيح للعودة إلى حياتنا الطبيعية اجتماعياً ومهنياً شيئاً فشيئاً وهذا هو المطلوب.

أتذكر في هذا المقام ما أكد عليه مجلس الوزراء مراراً برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء بضرورة مراجعة الإجراءات بشكل مستمر وربطها بالمتغيرات في الأرقام والإحصائيات ونتائج تحليلها، وهذا ما نراه يحصل بشكل مبرمج وممنهج، إذ الغاية من كل الجهود المبذولة من قبل الحكومة وفريق البحرين والفريق الطبي المتفاني في عمله هو حماية البحرين وشعبها ومن يقيم فيها، والعمل على استعادة حياتنا مثلما كانت، الأمر الذي يبعد القلق والهواجس عن الناس، والأمر الذي سيلقي بتبعات إيجابية على عجلة الاقتصاد التي يجب أن تتعافى، سواء على مستوى الدولة ونشاطاتها وكذلك على مستوى نشاط الأفراد والمجموعات التجارية التي عانت بسبب هذا الفيروس طوال الشهور الماضية.

وعليه فإن الأيام الثلاثة المقبلة تمثل اختباراً للجميع، هل بإمكاننا مع الانفتاح الذي سيحصل أن نبقي الأرقام في نسق تنازلي، وهل يمكننا عبر الحذر والحرص أن نستعيد حياتنا مثلما كانت بشكل تدريجي؟!

بعد الأيام الثلاثة سندخل مؤشر «الضوء البرتقالي» وهي خطوة هامة تقوم بها الحكومة إذ لابد من وقفة للتقييم والمراجعة، وكذلك لابد من تعامل مسؤول مع فترة العيد والإجازة، إذ لا نريد بعد كل هذه الجهود الملحوظة أن نعود لدخول مرحلة حساسة فيها تزيد الإصابات ونضطر لوضع خطط مواجهة جديدة.

حكومة البحرين بقيادة الأمير سلمان حفظه الله تستحق التحية والتقدير على تعاملها المسؤول مع الوضع، وتستحق الثناء على العمل الدؤوب لضمان تقديم أفضل الحلول والمعالجات بشأن هذه الجائحة، وكل نجاح تحققه هو نجاح للناس أنفسهم وللوطن واقتصاده، ففي نهاية الأمر من منا لا يريد استعادة حياته السابقة قبل كورونا؟!