استأنف مركز الجسرة للحرف نشاطه الثقافي يوم السبت الماضي الموافق 10 يوليو 2021م عبر تقديم ورشتي "النقدة" و "سف الخوص" وذلك بعد توقف فرضته ظروف مكافحة فايروس كورونا المستجد (كوفيد 19) وأدت إلى توقف الدورات والأنشطة التدريبية التي تتطلب حضوراً فعلياً في المؤسسات الثقافية والتعليمية في مملكة البحرين، وسيستمر المركز في تقديم هاتين الورشتين يومي 17 و 24 من شهر يوليو الجاري بهدف التعرف على تاريخ هاتين الحرفتين وعمقهما الإنساني، بالإضافة إلى الأساسيات والتقنيات التقليدية والمعاصرة المستخدمة فيها. كما عاود مركز الجسرة للحرف تقديم ورشة فن الرزن (طبق تقديم) يومي الأحد والإثنين الماضيين الموافق 11 و 12 يوليو 2021م، حيث شارك المتدربون في تعلم فن الرزن الذي يعتبر أحد مجالات الحرف اليدوية واسعة الانتشار في العالم العربي، وتتنوع استخداماته في أعمال فنية ويدوية كثيرة، كالإكسسوارات والأثاث والتحف الفنية و إعادة ترميم الأشياء القديمة. وكانت هيئة البحرين للثقافة والآثار قد أعلنت في مايو الماضي عن انطلاق برنامج ورش التدريب في مركز الجسرة للحرف عبر سلسلة من ورش التدريب الحرفية المتنوعة التي تشمل إضافة للنقدة وسف الخوص وفن تشكيل الرزن، ورشاً تدريبية في التشكيل بالطين (الفخّار)، التطريز اليدوي، صياغة الفضة، حياكة المكرميّة (حبك الحبال والخيوط) والطباعة الثلاثية الأبعاد. وتهدف هذه الورش التدريبية إلى التعريف بالحرف اليدوية وتعليم أساسياتها للمهتمين.

وتستعد هيئة البحرين للثقافة والآثار للإعلان عن ورشتي عمل قادمتين "طباعة ثلاثية الأبعاد" و " أساسيات الفسيفساء" (الموزاييك) خلال الفترة القادمة وذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالهيئة، علماً بأنه والتزاماً بالإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19) وحفاظاً على سلامة المتدربين والمدربين، فإنه يسمح بالاشتراك فقط للحاصلين على جرعتي التطعيم المضاد لفيروس كورونا ولعدد محدود جداً من المشاركين.

وتمثّل الصناعات والحرف التقليديّة من أهمّ عناصر التراث الثقافي غير المادّي/الحيّ، والذي يعدّ مادّة استثماريّة استثنائيّة نظرًا لخصوصيّتها بالنسبة لكلّ منطقة، وتأثّرها بالبيئة الاجتماعيّة والجغرافيّة والموارد الطبيعيّة وغيرها. وتتّجه مؤسّسات الثقافة والتراث على مستوى العالم لتحقيق استدامة الحِرَف للحفاظ عليها من الاندثار وللمحافظة عليها كمكوّنٍ أصيل من مكوّنات التراث الوطني.



ومن خلال علامة "صنع في البحرين" تعيد الهيئة تصوير وتكوينِ الهويّة البصريّة والوظيفيّة لنتاجات الحِرَف اليدويّة والصناعات التقليديّة كيّ تكون تعبيرًا ثقافيًا ممتدًا، منذ نشوء وازدهار هذه الحِرَف عبر مختلف الحضارات التاريخيّة وحتّى اليوم. ولأجل تكريس هذه النتاجات والصفات الإبداعيّة باعتبارها رمزًا للهويّة المحليّة.