وافق مجلس وزراء الإعلام العرب على اقتراح مملكة البحرين بتشكيل فريق عمل متخصص لمتابعة الإجراءات الفنية والتشريعية والقانونية بشأن وقف بث القنوات الفضائية المسيئة عبر العرب سات والمنصات الأخرى، والتي تسيئ لأي من الدول العربية أو تثير الفرقة والطائفية أو تحرض على الإرهاب، وتعميم هذه الإجراءات على المدن الإعلامية والشركات الخاصة.
ورحب سعادة السيد عيسى بن عبدالرحمن الحمادي وزير شؤون الإعلام باعتماد وزراء الإعلام العرب للاقتراح البحريني، باعتباره يعكس الإدراك العربي الجماعي لأهمية التزام القنوات الفضائية بميثاق الشرف الإعلامي العربي، والمواثيق الدولية والتي تحظر أي دعوات تحريضية على الطائفية أو العداوة والكراهية أو العنف والإرهاب.
ودعا، في كلمته (اليوم) أمام الدورة العادية السادسة والأربعين لمجلس وزراء الإعلام العرب بالقاهرة تحت شعار "دور الإعلام في نشر قيم التسامح ومكافحة التطرف"، إلى الارتقاء بدور وسائل الإعلام والاتصال في حماية الهوية الثقافية والحضارية العربية، ومكافحة التطرف الفكري والعنف والإرهاب ومواجهة التضليل الإعلامي، ووقف بث القنوات المسيئة للدول العربية والمحرضة على الفتنة والطائفية والعداوة والكراهية.
وطالب وزير شؤون الإعلام الدول العربية بتحمل مسؤوليتها المشتركة في تطوير خطابها الإعلامي، ومواكبة المستجدات السياسية والأمنية والتطورات التقنية، وتشكيل جبهة موحدة في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، والتصدي للحملات التي تستهدف زعزعة أمن واستقرار المجتمعات العربية، مؤكدًا حرص مملكة البحرين الدائم على تعزيز مسيرة العمل الإعلامي العربي المشترك.
ومن جانبه، قال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه نائبه السفير أحمد بن حلي، إن مهمة الإعلام العربي " التفاعل مع البعد الاستراتيجي والصحوة العربية الجديدة للمساهمة في تحقيق مقاصدها التي من ضمنها إيجاد مظلة أمنية عربية جماعية، وأحد مظاهرها إنشاء قوة عربية مشتركة ".
وأشار إلى أن دور الإعلام هو " الالتزام بحرفية المهنة وبقواعد السلوك الأخلاقي والحس الوطني والقومي الذي يقود إلى ترطيب الأجواء بين الأطراف المتصارعة والبحث عن القواسم المشتركة وإشاعة مناخ الثقة بين الفرقاء"، مشددًا على ضرورة التصدي للإرهاب، ومنوهًا إلى أهمية دور الإعلام العربي الموجه إلى العالم الخارجي.
يذكر أن مجلس وزراء الإعلام قد ناقش خلال هذه الدورة 17 بندا تتعلق بتطوير العمل الإعلامي العربي، وفي مقدمتها الاستراتيجية الإعلامية العربية لمكافحة الإرهاب ودعم القضية الفلسطينية وخطة التحرك الإعلامي في الخارج، ودراسة إنشاء راديو وتليفزيون جامعة الدول العربية على شبكة الإنترنت واتخاذ إجراءات رادعة للقنوات المحرضة على العنف وإثارة الفتن والإرهاب، ومشروع قرار باعتماد يوم 21 إبريل من كل عام يوما للإعلام العربي، وغيرها من البنود والمشاريع الإعلامية.
وأكد مجلس وزراء الإعلام العرب في ختام أعمال دورته الـ (46) أهمية دور وسائل الإعلام العربية في نشر ثقافة التسامح ومكافحة التطرّف في إطار استراتيجية إعلامية شاملة تتضمن توظيف وسائل الإعلام التقليدية والحديثة، لبناء رأي عام مساند لقيم التسامح. هذا ومن المقرر أن يعقد المكتب التنفيذي دورته الرابعة برئاسة مصر في شهر نوفمبر المقبل بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وذلك لمتابعة تنفيذ قرارات المجلس.