من الجرائم التي مارسها الحوثيون قبل وبعد احتلالهم لصنعاء وإعلانهم عن قيام «الدولة الحوثية» وتسببهم في إدخال المنطقة في حالة عدم الاستقرار قيامهم بتجنيد الأطفال الذكور وإرغامهم على التحول إلى أدوات حرب، فكل من بلغ أو صار على وشك البلوغ يعتبره الحوثيون مؤهلاً للمشاركة في الحرب. ورغم أن العالم كله صار يرى أولئك الصغار مجروحين ومقتولين وأسرى ومتحدثين كذبا لكاميرات الإعلام الحربي إلا أن أحداً لم يفعل شيئاً لمنع ذلك حتى وهو يسمع ويرى صراخ وآلام الآباء والأمهات اليمنيين الذين تم انتزاع فلذات أكبادهم منهم عنوة وزج بهم في أتون حرب لا يعرفون عنها شيئاً.

لكن الجريمة الأكبر من هذه الجريمة هي سعي الحوثيين إلى تجنيد الفتيات، فما أكدته الأخبار أخيراً أنهم يدفعون بعناصرهم النسائية المعروفات بـ«الزينبيات» إلى الأماكن العامة والبيوت بغية جذب الفتيات إلى مراكزها الصيفية حيث يتم اللعب بأدمغتهن تمهيداً لإلقائهن في تلك الحرب.

«الزينبيات» فريق نسائي حوثي تم السيطرة على عقول منتسبيه مبكراً، يعمل على استغلال حاجة الأسر إلى المال لأخذ فتياتها منها إلى تلك المراكز وتجنيدهن بغطاء تقديره الارتقاء بثقافتهن وتعليمهن أساسات الحياة.

في الأخبار أن مصادر عديدة أكدت أن الحوثيين خصصوا للطالبات أراضي استولوا عليها وحولوها إلى مراكز صيفية تعبوية، في صنعاء وفي مختلف المناطق التي يسيطرون عليها، مستفيدين في ذلك من النظام الإيراني الذي سبقهم إلى ممارسة هذه الجريمة ولا يزال يستغل الفتيات ويوزع عليهن الأنواط في كل حين ومن دون مناسبة.

العالم كله يرى هذا الذي يقوم به الحوثيون بوضوح تام، وكله مسؤول عن منعهم من ارتكاب هذه الجرائم، وإلا فلا خير فيه ولا قيمة له. وبالتأكيد فإن الاكتفاء بإصدار بيانات الشجب والاستنكار ودعوة الحوثيين عبر المنصات الحقوقية إلى التوقف عن هكذا ممارسات يعتبر مشاركة في هذه الجرائم. فهي من المنكر الذي لا يتغير بالقلب ولا باللسان.