أ ف ب


يبدأ المسلمون بالتوافد على مكة المكرمة، السبت، تمهيداً لانطلاق مناسك الحج، التي تبدأ الأحد وتستمر 5 أيام في ظروف استثنائية للعام الثاني على التوالي، بسبب استمرار تفشي وباء كورونا.

وتقتصر مناسك الحج هذا العام على نحو 60 ألفاً من المقيمين في السعودية الملقحين ضد فيروس كورونا، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و65 عاماً، ومن غير أصحاب الأمراض المزمنة، اختيروا وفق نظام تدقيق إلكتروني من بين 558 ألف متقدم.

وسيؤدّي الحجاج الطواف حول الكعبة مع بداية الشعائر من خلال طواف "القدوم"، ثم يقومون بالسعي بين الصفا والمروة، قبل أن يتوجهوا إلى منى الأحد في يوم التروية، ومنها إلى عرفات الاثنين على بعد 10 كيلومترات لأداء أهم أركان مناسك الحج الذي يعقبه حلول عيد الأضحى.


تدابير احترازية

ونشرت السلطات، هذا العام، نقاط تفتيش أمنية عدة على الطرق الرئيسية المؤدية إلى الحرم في مكة، فيما لا تزال التحضيرات اللوجستية والصحية مستمرة داخل مخيمات الحجاج في منى، كما بثت قناة "الإخبارية" الحكومية مقاطع مصورة لعمال يعقّمون المنطقة المحيطة بالكعبة وسط المسجد الحرام. كما سيتواصل حظر الوصول للحجر الأسود.

وأكد نائب مدير الأمن العام قائد قوات أمن الحج، اللواء زايد الطويان، خلال مؤتمر صحافي الأربعاء، أن قرار تحديد أعداد الحجاج "كان قراراً صحياً نظراً لمخاطر جائحة كورونا"، لافتاً إلى أنه "لن يُسمح بالدخول إلى منطقة المسجد الحرام أو المشاعر المقدسة إلا بتصريح، سواء كان الشخص محرماً أو غير محرم"، وذلك من خلال طوق أمني تم إنشاؤه على مداخل مكة والمشاعر المقدسة.

كما استعرض أبرز ملامح خطة حج هذا العام، ومنها استقبال الحجاج في مداخل مكة المكرمة من خلال 4 مداخل وهي طريق الشميسي والتنعيم ومدخل طريق السيل ومدخل طريق الهدا، إضافة للقادمين بالقطار، إذ ستتم عمليات الفرز والتأكد من التصاريح اللازمة، ثم ستقلهم الحافلات من هذه المواقع.

وأشار المسؤول الأمني إلى أنه "لن يُسمح لأي شخص بالاتجاه بشكل فردي مباشرة إلى الحرم، وإنما يتجه للمواقع المذكورة"، ليتم النقل بالحافلات من هناك بشكل نظامي يومي السابع والثامن من ذي الحجة، ومن ثم سيتم الفرز في ساحة الجمرات من خلال ترتيبات خاصة، يُعتمد فيها على ألوان وسائل النقل.

وأفاد اللواء الطويان بأنه سيتم إصدار تصاريح خاصة للعاملين في الحج، مرتبطة بتطبيق "توكلنا" للحد من انتشار فيروس كورونا، إذ يشترط في الشخص أن يكون محصناً.

وستوفر الوزارة 3000 حافلة لنقل الحجاج، وستنقل كل حافلة 20 حاجاً فقط، بهدف "حصر الإصابات في العشرين شخصاً المرافقين لأي حاج مصاب فقط، والحد من انتشار العدوى"، وفق ما قاله وكيل وزارة الحج محمد البيجاوي في تصريحات متلفزة الخميس.

وأعلنت وزارة الصحة السعودية أنها هيأت عدداً من المرافق والعيادات المتنقلة وسيارات الإسعاف لخدمة الحجاج.

استخدام التكنولوجيا

وتسعى السعودية إلى استخدام الوسائل التكنولوجية المتاحة لضمان تطبيق التباعد الاجتماعي والحد من انتقال العدوى، وخدمة ضيوف الرحمن.

وقال نائب وزير الحج والعمرة عبد الفتاح مشاط، الخميس، خلال اجتماع لقيادات الحج في مكة، إنّ "خطة الوزارة ترتكز على تسخير التقنية لخدمة ضيوف الرحمن"، مشيراً إلى استحداث بطاقة الحج الذكية "شعائر"، كمثال على استخدام التكنولوجيا.

وتسمح هذه البطاقة، بوصول الحجاج من دون تلامس بشري إلى المخيمات والفنادق ونقلهم في المناطق المقدسة، كما تساعد أيضاً في تتبع أي حاج فُقد الاتصال به.

واستخدمت السلطات السعودية أيضاً، روبوتات لتوزيع مياه زمزم المباركة على الحجاج لضمان التباعد الاجتماعي.

تحدٍّ

ويعدّ الحج أحد أكبر التجمعات البشرية السنوية في العالم، ويشكل تنظيمه تحدياً لوجستياً كبيراً، إذ يتدفق ملايين الحجاج من دول عدة على المواقع الدينية المزدحمة.

ويتزامن موسم الحج هذا العام مع ارتفاع عدد الإصابات في مختلف أرجاء العالم، لا سيما بسبب انتشار السلالات المتحورة من الفيروس، رغم حملات التلقيح المستمرة منذ أشهر.

والعام الماضي، نظمت السعودية أصغر حج من حيث عدد المشاركين في التاريخ الحديث، وشهد مشاركة ما يصل إلى 10 آلاف شخص، بحسب الإعلام المحلي؛ كما علّقت أداء العمرة لأكثر من 6 أشهر، قبل أن تسمح باستئنافها وفق شروط محددة ولسكان المملكة فقط، وبعد حجز مكان مسبق لهم عبر تطبيق "اعتمرنا".