وكالات + صحيفة التايمز البريطانية


كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف إن 77% من الأسر اللبنانية لا تجد ما يكفيها من المال لشراء الطعام خلال الشهر الجاري.

ففي تقرير نشرته صحيفة التايمز البريطانية تناول الأوضاع المعيشية المتردية في لبنان بعنوان “المواد الغذائية والأدوية تنفد في لبنان وسط انهيار الاقتصاد”.

هذا وقد استعرضت الصحيفة العديد من أسباب انهيار الاقتصاد اللبناني لتؤكد أنه أسوأ من انهيار وول ستريت من حيث القيمة المطلقة، كما وأنه لم يسبق له مثيل في التاريخ من حيث الحجم بالنسبة لدولة واحدة، مسلطة الضوء على نسبة الفقر في لبنان قبل عامين، حيث بلغت نحو 26%، بحسب البنك الدولي، مما يشير إلى صورة لبنان كدولة مزدهرة في ظل وجود طبقة وسطى مهيمنة غير معتادة في العالم العربي غير الغني بالنفط.


وفي تحليل الصحيفة للوضع الحالي في لبنان أشارت الى إن البلادت عالقة في صدع جيوسياسي، حيث يقف سكانها الشيعة في معسكر إيران وسوريا، فيما يتلقى السنة دعما تاريخيا من السعودية، أما مسيحيوها فممزقون بين الشرق والغرب.

هذا وكان في وقت سابق قد عملت فرنسا على دفع لبنان لاختيار رئيس وزراء جديد في أقرب وقت ممكن، وذلك بعد أن اعتذر الرئيس المكلف سعد الحريري عن تشكيل حكومة جديدة بعد جهود استمرت شهوراً، حيث أشار بيان لوزارة الخارجية الفرنسية إن مؤتمرا دوليا جديدا لتلبية احتياجات اللبنانيين سيعقد في الرابع من أغسطس/ آب، بمبادرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمم المتحدة، بحسب ما نقلت عنه وكالة رويترز.

في حين عقب وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان تعليقا على اعتذار الحريري عن تشكيل الحكومة إن لبنان يشهد حالة تدمير ذاتي والطبقة السياسية تتحمل المسؤولية، مضيفاً في مؤتمر صحفي، بعد إعلان رئيس الوزراء المكلف، سعد الحريري الاعتذار عن تشكيل الحكومة: الزعماء السياسيون في لبنان عاجزون عن إيجاد حل للأزمة التي تسببوا بها.

وكان الحريري قد أعلن اعتذاره عن تشكيل الحكومة، قائلا: “قدمت اعتذاري والله يعين البلد”.وذلك بعد أن تقدم بتشكيلة حكومية من 24 وزيرا من الاختصاصيين حسب المبادرة الفرنسية وحسب مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري.

من ناحية ثانية وفي السياق ذاته أعرب نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في اتصال هاتفي مع الرئيس المكلف سعد الحريري عن أمله في إجراء مشاورات مبكرة بشأن تشكيل حكومة جديدة في لبنان.

وبحسب وكالة سبوتنيك فقد جاء في بيان نُشر على موقع وزارة الخارجية الروسية أن بوغدانوف أمل في قيام رئيس البلاد بإجراء المشاورات التي ينص عليها الدستور مع ممثلي الفصائل البرلمانية في المستقبل القريب لاتخاذ قرار بشأن رئيس وزراء جديد، وتشكيل حكومة مؤهلة تحظى بدعم جميع القوى السياسية والطائفية القيادية في الجمهورية اللبنانية .

كما أعربت الخارجية الروسية عن أسفها لعدم تمكن الحريري من الاتفاق مع رئيس لبنان على تشكيل الحكومة.

الجانب الروسي أشار متأسفاً إلى أنه في غضون 9 أشهر منذ أن تولى السيد الحريري منصب رئيس مجلس الوزراء، لم يكن من الممكن التوصل إلى اتفاق مع رئيس الجمهورية بشأن تشكيل الحكومة التكنوقراطية الجديدة في البلاد.كما أكدت الخارجية الروسية استعدادها لمواصلة الاتصالات مع جميع ممثلي الدوائر الاجتماعية والسياسية المؤثرة في لبنان من أجل تعزيز العلاقات الودية والتعاون ذات المنفعة المتبادلة.

الحريري قال بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون إن “الرئيس عون طلب تعديلات اعتبرها جوهرية في التشكيلة الحكومية. مضيفا “طرحت على الرئيس عون أن يحظى بوقت أطول للتفكير بالصيغة الحكومية التي قدمتها، لكنه قال إننا لن نستطيع التوافق، لذلك قدمت اعتذاري عن تشكيل الحكومة”.

وفي المقابل أشار بيان صادر عن رئاسة الجمهورية إلى أن رفض الرئيس المكلف لمبدأ الاتفاق مع رئيس الجمهورية ولفكرة التشاور معه لإجراء أي تغيير في الأسماء والحقائب يدل على أنه إتخذقراراً مسبقاً بالإعتذار ساعياً إلى إيجاد أسباب لتبرير خطوته وذلك على رغم الاستعداد الذي أبداه رئيس الجمهورية لتسهيل مهمة التاأيف.

كما كشفت رئاسة الجمهورية على أنه بعد اعتذار الرئيس المكلف سيحدد رئيس الجمهورية ميشال عون موعدا للاستشارات النيابية الملزمة بأسرع وقت ممكن.

صراعات في لبنان تأتي على وقع ما يصفه البنك الدولي بأنه أسوأ أزمة اقتصادية يشهدها العالم منذ قرن ونصف القرن؛ حيث تدهور الوضع المالي منذ خريف العام 2019، حيث انخفضت قيمة العملة الوطنية أكثر من 10 مرات مقابل الدولار الأميركي، ما أدى إلى ارتفاع أسعار المنتجات غير المدعومة بنسبة تتجاوزمن 400 بالمئة.

ويأتي ذلك في وقت يزداد النقص في الأدوية والبنزين والكهرباء، نتيجة لتراجع احتياطيات العملات الأجنبية في المصرف المركزي