تحدي أبطال البحرين تحقق، فمنذ اعتماد آلية الإشارة الضوئية لمستوى انتشار فيروس كورونا، كان هناك رهان على مستوى البلاد، أن تبقى معدلات الإصابة دون 2% لمدة 14 يوماً متواصلة، حتى نتمكن من الانتقال إلى المستوى الأخضر، وبالفعل أثبتنا بأننا «قدها» وربحنا الرهان.

لن أبالغ لو أقول بأننا في أجمل أيامنا، فمنذ نهاية سنة 2019م، تناقص لدينا مستوى السعادة والإحساس بالفرح. البحرين كانت بحاجة إلى جرعة من السعادة وكان الشعب بحاجة إلى تحدٍ ليثبت بأنه شعب واعٍ وملتزم.

الانتقال إلى المستوى الأخضر أضاف الكثير للبحرين، قيادة وشعباً، أثبت هذا اللون للقيادة بأن أبناء البحرين مجتمع واعٍ يخطئ لكنه يتعلم ولا يكرر أخطاءه، وأثبت للشعب بأنه في أيدٍ أمينة وقيادة تضع مصلحة الوطن والمواطن في المقام الأول، ولا تتردد في اتخاذ أي خطوة من شأنها الحفاظ على سلامة الوطن مهما كلف الأمر.

ومن أكثر الأمور التي أسعدت المجتمع البحريني خلال الأسبوع الماضي، قرار صرف مكافأة للمتطوعين في الفريق الوطني الطبي، وهو أمر نقدره لحكومتنا ونذكره ببالغ الفخر والثناء. فمن يقلل من أهمية هذا القرار والخطوة الشجاعة شخص جاحد وحاقد، فإن لم تشكر الفعل والفاعل لم تفرح لفرح المتطوعين.

أن تكون متطوعاً في أمر يعني أن تكون واعياً لما لك ولما عليك، فالمتطوع في أي مجال وفي أي بلد شخص يقدم خدمة من طوع نفسه دون أن يسأل عن مقابل أو دون أن ينتظر الجزاء، وهو أمر يدركه المتطوعون في الفريق الوطني الطبي.

كلنا كمجتمع نتمنى أن ينال المتطوعون جزاء خدمتهم للوطن، وأن تكون لهم الأولوية في شغل الشواغر إن وجدت والتقدير، وهو أمر غير ملزم للحكومة أيضاً. ورغم ذلك أثبتت الحكومة بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، بأنها ليست أقل حرصاً على أبناء البحرين المتطوعين من الناس، وخصصت لهم مكافأة مجزية أسعدت فيها كل البحرين.

أزمة فيروس كورونا وإن كانت قاسية ومكلفة، إلا أنها أذابت الكثير من الجليد، وقربت المسافات بين أبناء هذا البلد، فالألم كان واحداً والمصاب كان واحداً في كل بيت، كما عززت هذه الأزمة روابط التلاحم والمحبة بين شعب مملكة البحرين وقيادته، فمهما حاول المثبطون والحاقدون تكذيب إنجازات البحرين يشهد لنا العالم وكذلك لغة الأرقام بأننا نسير نحو النصر، النصر على أكبر آفات هذا العصر.