كتبنا مراراً وتكراراً عن ما يمكن أن يطَوِّر من مدينة البديع. هذه المدينة التي تغيَّر شكلها، وزادت مساحتها خلال الأعوام الأخيرة، وتحولت من قرية صغيرة إلى منطقة استراتيجية وتجارية بشكل لافت. بل ومن المؤكد، فقد زادت نسماتها مؤخراً مع التوسع العمراني الذي شهدته هذه المدينة الصغيرة الكبيرة.

إن أول ما يلفت النظر في كل مدينة هو مداخلها الرئيسية، ولأن البديع ليس لها أكثر من مدخلين ومخرجين في ذات الوقت، سيكون لزاماً علينا أن نسجل بعض ملاحظاتنا المهمة حول هذا الموضوع.

اللافت في المدخلين لمدينة البديع، هو كون الشوارع المؤدية إلى عمق المدينة هي شوارع تجارية، حيث إن الوصول إلى المنازل الوادعة فيها هناك، لا يمكن أن يكون إلا بعد أن نمر عبر الشوارع التجارية أولاً، وهذا الأمر، يعد خطأ استراتيجياً في تصميم أي مدينة كانت في العالم.

بسبب هذا التصميم غير المدروس لمداخل البديع، لمسنا حالة من الفوضى والإربكاك تحدث في كل الأوقات. ولأن شوارع البديع التجارية المنصوبة على مداخلها تحتوي على مطاعم وبرادات ومتاجر لمواد تمويلية مختلفة، فإن «الزحمة» تصل ذروتها طيلة ساعات اليوم، خاصة وقت الظهيرة، وكذلك من بعد المغرب حتى منتصف الليل.

هنا نتحدث عن عدم التزام أصحاب المطاعم -والتي يدير غالبيتها مجموعة من الآسيويين- بقوانين المرور، حيث يقومون باستلام «الطلبات» وسط الشارع حتى ولو تعطلت حركة المرور بشكل لافت، فلا الأبواق ولا الصراخ ولا التوسل ينفع معهم حين تصل طوابير السيارات لأبعد مدى، بسبب عامل الطلبات الذي من مهامه الرئيسة استلام طلبات الزبائن من وسط الشارع، مهما تسبب ذلك من فوضى عارمة جداً، وإزعاج لمستخدمي الطريق!

يحدث كل هذا وأكثر من إزعاج وإرباك للمرور عند بوابة مركز شرطة بالبديع. وحسب معلوماتنا الأولية، فإن المركز قام مشكوراً بمخالفة المستهترين من أصحاب المركبات، والمخالفين من أصحاب المطاعم، كما قام بوضع حواجز خاصة لأجل عدم وقوف السيارات في أماكن قد تعيق حركة المرور، ومع كل ذلك، فإن المخالفات مستمرة، والفوضى مستمرة أيضاً.

لهذا، فإن الحل الختامي يكمن بإعادة النظر في تصميم مداخل البديع، إضافة لاتخاذ إجراءات قانونية قاسية بحق كل المخالفين من أصحاب المطاعم والمتاجر والبرادات في حال أخلوا بحركة النظام العام والمرور تحديداً، وكذلك مخالفة أصحاب المركبات الذين يقفون وسط الشارع العام، دون مراعاة حق الطريق، فقط ليشربوا «الكرك»!