توفي صباح اليوم الحاج عيسى بن أحمد عبدالله عيسى آل مهدي المعروف بلقب ابوياسين من قرية سماهيج؛ الذي يعتبر أكبر معمر في القرية، عن عمر ناهز 96 عام، وووري جثمانه الثرى بمقبرة القرية وسط مشاركة واسعة من قبل الأهالي بمراسيم التشييع.
من جانبها نعت جمعية مركز سماهيج الاسلامي الفقيد الذي كان احد الشخصيات الاجتماعية في القرية والذي كان دائما متواجد في مختلف المناسبات الدينية والاجتماعية، وعن حياة الفقيد، قال رئيس جمعية مركز سماهيج الاسلامي الشيخ جمال آل خرفوش : «إن الفقيد بحسب جواز السفر والبطاقة الشخصية من مواليد العام 1919، والاختلاف حول التاريخ الصحيح يعود نظراً لعدم التسجيل الدقيق سابقاً ووالفقيد قَدْ يكون من مواليد 1924مواليد سنة الطبعة تقريباً حسب بعض الحسابات مقارنة باقرانه وانداده.
تلقى الفقيد دروسه في القرآن الكريم على يد أستاذنا الملا عبدالله المطوع المشقول ثم عمته المرحومة خديجة بنت عيسى بن مهدي ثم المرحوم الملا عبدالله بن حسين المطوع المرهون، واستمرت دراسته متنقلاً بين أولئك الجهابذة مدة (12) سنة حتى حفظ القرآن الكريم إلا أنه لم يعتنِ بذلك فنسي القراءة مع مرور الزمن نظراً لانشغلاته المعاشية.
عمل في بداية حياته المهنية في البحر كونه ينتسل من عائلة آل مهدي، التي تعتبر من سادة البحار كنواخذة في الغوص وصيد السمك، فعمل مع والده الحاج أحمد بن عبدالله الذي يعتبر ثاني أشهر معمر في سماهيج بعد جدنا الحاج حسن المؤذن رحمهما الله تعالى، وكذلك مع الحاج عبدعلي آل مهدي، كما كانت له رحلات في سنيني الغوص الأخيرة، استغرقت سنتين تقريباً بوظيفة (سيب) برفقة المرحوم الحاج حميد محسن (أبومعراج) حيث كانا مكلفَين بالغواص الماهر الحاج محسن أبوالحاج حميد رحمه الله تعالى وكان الحاج أبو معراج أصغر سناً بقليل من الحاج عيسى. كانت سنته الأولى مع عمه الحاج مهدي والثانية مع عميه الحاجين إبراهيم وصالح بعد ضعف الحاج مهدي.
وبعد أن دب الوهن في مهنة الغوص والصيد التحق الحاج عيسى بشركة (بابكو) لثلاث مرات يتخللها انقطاع، ثم التحق بمقاول للبناء كعامل ثم انتقل إلى آخر من الحد حيث عمل معه لمدة خمس سنوات تقريباً، وبعده عمل مع المقاول عيسى الكبيسي، إلى أن التحق بركب السماهيجيين الذي ييموا شطر المملكة العربية السعودية و(الدمام) تحديداً عام (1950م) لمدة سنة وأشهر وكان متزوجاً ولكنه لم يرزق بأولاد، ثم انتقل للعمل في رحيمة عام (1951م) لمدة ثلاثة أشهر وفي تلك الفترة ولد له إبنه ياسين.
وبعد عودته من السعودية واستقراره في البحرين، عاد لمهنة البحر مرة أخرة مع عمه الحاج عبد علي، ثم تنقل من بحّار آخر أولهم الحاج عبد الحسين عبدالله علي محمد (ولاد علي)، ثم عمنا الحاج حسن آل خرفوش ثم عمنا الحاج عبدالمجيد آل خرفوش ثم الحاج جمعة بن محمد بن سلمان، إلى أن استقل بنفسه للإبحار في منطقة (الحرف) القريبة حتى أتت عمليات الدفن البحرية على تلك المنطقة فتوقف عن العمل في البحر نظراً لكبر سنه، وكان يتميز بصنع القراقير لنفسه.
رزق من البنات سبعاً ومن البنين ثلاثة، كان أو إنتاجه بنتاً توفيت في النفاس ثم رزق بابنه البكر (ياسين) ثم بنتاً توفيت بعمر (13) عاماً، ثم أربع بنات توفين صغاراً ثم (خديجة) التي تزوجت في الدمام ثم (عبدالله) ثم (مهدي)، وبالتالي فلم يبق منهم على قيد الحياة سوى (ياسين وخديجة وعبدالله).
يعتبر الحاج عيسى بن أحمد الآن هو أكبر معمر في سماهيج باعتراف منه وإقرار من الكثير من كبار السن، ويعتبر من الشخصيات المرحة والخلوقة والمواظبة على صلاة الجماعة في الجامع والحضور في المآتم خصوصاً مأتمي سماهيج الكبير والزهراء عليها السلام، وكان من الأعضاء الرئيسيين لمجلس جدنا المرحوم الحاج محمد حسن آل خرفوش.