هدى عبدالحميد

للعيد فرحته وبهجته عند مختلف شرائح المجتمع والأعمار، ولكن عند كبار السن له نكهة خاصة؛ لأنه يرتبط باستدعاء ذكريات الماضي الجميل ونشارك بعضهن هذه الذكريات بدءاً من رمي الحية بية ليلة العيد والتضحية وتفصيل الملابس للصغار ونقش الحناء والأطعمة الشعبية الخاصة بالعيد والتجمع في البيت العود وانطلاق الأطفال للحصول على العيدية من أهل الفريج.

وقالت أم طيبة: «عيد الأضحى المبارك منحة ربانية وفيه عبادة الحج وعبادة الأضحية، ويقام فيه كثير من الطقوس الاحتفالية الخاصة للتعبير عن الفرحة بحلول يوم عرفة ثم العيد وبقرب عودة حجاج بيت الله الحرام بعد تأدية مناسك الحج، ومن العادات الشعبية الموروثة التي مازالت تتناقل عبر الأجيال وتحمل طابع التراث البحريني القديم «الحية بية» التي تعد من أكثر العادات الموروثة والتي لم تتوقف وربما قلت بسبب كورونا».



أضافت: «من العادات المستمرة أيضاً ما تقوم به أغلب النساء في عيد الأضحى من نقش الحناء، حيث نجد الفتيات أياديهن مجملة بنقش الحناء، كما أن النساء كن يقمن بتنظيف منازلهن وترتيبه حتى يكون لائقاً بهذه المناسبة ويرش بماء الورد مخلوطاً بالعطور الخاصة إضافة إلى البخور، وإعداد الحلويات المنزلية وشراء الحلوى البحرينية الشعبية، ولم يكن العيد يحلو دون اللمة وتزاور الأهل والجيران».

من جانبها، قالت الحجية أم طارق: «في السابق النساء كن يخيطن ملابس أولادهن بأنفسهن، ويجتمعن ليلة العيد ويحضرن (الحناية) لترسم أياديهن بنقش الحناء ويتجمعن للطهي ويطهين «غوزي اللحم» الذي يقدم في الساعات الباكرة من صباح العيد، وإعداد حلويات العيد ومن الحلوى البحرينية الشعبية، المتاي (مكسرات)، والزلابية التي تصنع من عجينة وتقلى في الزيت ويكون شكلها دائرياً على شكل حلقات متصلة، والخبيص أو ما يسمى المنثور».

من جهتها قالت أم مبارك: «كنت أقوم بزرع الحية بية في البيت، حيث كنت أقوم بوضع بذور الشعير في أوعية خاصة وأملؤه بالطين وأسقيه يومياً حتى يوم التاسع من ذي الحجة» ليلة العيد» ثم آخذ أطفالي إلى الساحل حتى يرموها في البحر وهم ينشدون (حية بيه راحت حية ويات حية على درب لحنينية عشيناك وغديناك وقطيناك لا تدعين علي حلليني يا حيتي) كما أن الفتيات كن يلبسن ثوب النشل المصنوع من الحرير والمزود بالألوان الجميلة والمطرز بنقوش ذهبية والصبيان يلبسون الثوب وطاقية مطرزة إلى جانب السديري المطرز، وكانت الأسرة تشتري الأضحية من وقت للتضحية صباح يوم العيد».

وأردفت: «كانت تجتمع النساء في بيت واحد والطبخ بكميات كبيرة لإعداد الغداء الفاخر الذي عادة يكون «غوزي لحم « ويضاف إليه المكسرات والبيض، ويتجمع أهل الفريج لصلاة العيد ثم يرتدي الأطفال ملابس العيد ويتجولون في الأحياء والفرجان مرددين «عيدكم مبارك» للحصول على العيدية، وهي في الغالب تكون مبلغاً بسيطاً من المال، ولكنها كانت تبعث الفرحة في قلوب الصغار».