موزة فريد:

أكد رئيس رابطة المتكممين في البحرين جاسم سعيد، أن عمليات جراحة السمنة باتت سهلة مقارنة بالسابق وذلك مع التطور العملي في إجرائها، حيث تصل نسبة النجاح إلى 90%، ويمكن للمريض الخروج من المستشفى بعد يوم أو يومين من العملية والتأكد من وضعه الصحي.

وفيما رأى البعض أن عمليات التكميم تنهي معاناة البدناء، رأى البعض أنها قد تكون علاجاً للعديد من الأمراض، مثل مرض السكري والكولسترول والضغط، حيث يقبل عليه النساء في الفئة العمرية بين 20 و 40 عاماً تقريباً.



وقال سعيد: "إن الرابطة تسعى إلى دعم المكممين نفسياً ومعنوياً وتشجيعهم على الاستمرار"، مشيرا إلى أن عدد أعضاء الرابطة وصل إلى 30 عضواً استطاعوا جميعهم تحقيق الهدف المطلوب والوصول إلى الوزن المثالي مع الاستمرار بالرياضة وتناول الغذاء الصحي للحفاظ على الوزن المثالي والصحة العامة".

وفيما يتعلق بثبات الوزن، ذكر جاسم أنه يعتمد على الشخص نفسه ومتابعته لنظامه الغذائي الخاص إما بصفة شخصية أو مع أحد الأطباء المختصين بالتغذية والالتزام بالرياضة، منوها بأهمية أن يكون الشخص مع أناس يشجعونه لعدم العودة مرة أخرى إلى الوزن السابق.

وأكد أنه مع وجود الخبرات الكبيرة لدى أعضاء الرابطة لعلميات السمنة من باب التجربة، فإنه يمكنهم نقل الخبرات ومواصلة الدعم والطرق التي قد تقي من استعادة الوزن.

وقال: "يجب البحث عن الطرق الصحيحة لتحسين المزاج والحالة النفسية بعد العملية، ففي السابق يلجأ الشخص ذو الوزن الزائد لتناول السكريات والحلويات والأغذية المشبعة بالدهون الضارة لتحسين وضعه والتي يمكن أن يستبدلها الآن بطرق صحية صحيحة مختلفة بوجود إرادة قوية دون اللجوء للأغذية الضارة".

ولاقت العمليات العديد من المؤيدين لنتائجها الإيجابية، حيث ذكرت إحدى الحالات أنها تأخرت في إجراء العملية ولم تتأسف عليها وهي في عمر الـ42 عاماً، بعد أن وصلت إلى مرحلة متعبة جدا لم تكن تستطيع معها الحركة ووصلت إلى مرحلة شبه مشلولة لثقل خطواتها، وعند القيام بعملية "التكميم" اختلفت حياتها تماما بعد فقدانها 50 كيلوغراما تقريبا حيث تعالجت من مرض الضغط واستطاعت تثبيت وزنها حتى الآن.

وأوضح، أن هذا لا يعني عدم وجود بعض المضاعفات أو نسبة خطورة ولو كانت قليلة، حيث تقول إحدى المصابات بالسمنة سابقا - والتي أجرت عملية تكميم ومن ثم تحويل مسار مصغر: "قمت بعملية التكميم وحصلت لي بعض المضاعفات ومن بعدها قاموا بعمل عملية تحويل مسار مصغر وكانت عملية ممتازة ولو أن فيها نسبة خطورة ولكن نتائجها كانت إيجابية جدا طيلة الخمس سنوات الماضية وأنصح بها خصوصا لمن لديه زيادة الوزن عامل وراثي".

فيما قالت زهرة الناصر وهي فنانة بحرينية ترسم بالرمل" أجريت عملية تكميم بعد معاناة مع الوزن ومن خلال العملية استطعت الوصول إلى الوزن المثالي مع الالتزام بالحمية الغذائية".

وذكرت أن من سلبيات العملية هو وجود بعض "الترهلات" عند عدم الالتزام بممارسة الرياضة مع انخفاض الفيتامينات مصحوبة بتساقط الشعر وضعف بالجسم بشكل عام خلال الفترة الأولى من العملية، وعند الاستمرار بنمط الحياة الصحي تتلاشى هذه الأعراض ويكون من الصعب العودة للوزن القديم لما قبل العملية حتى عند عدم الالتزام ولكن قد يكسب وزنا إضافيا مرة أخرى.

بينما قال اختصاصي الجراحة العامة والبدانة والمناظير في مستشفى "بدانة كلنك" الدكتور أحمد شكري: "إن النساء هن الفئة الأكثر بإجراء عمليات السمنة لاهتمامهن بالمظهر والرشاقة وعدم تقبل الزيادة في الوزن وخصوصاً لدى الفئات العمرية بين 20 و 40 عاماً.

وأكد أن نسب النجاح والفشل للعمليات تعتمد على رقم واحد وهو اختيار الطبيب للمريض العملية الأنسب صحيا له بالإضافة إلى مدى التزام المريض بالنظام الغذائي بعد العملية وممارسة الرياضة والفيتامينات واتباع التعليمات المطلوبة التي تساعده على نزول صحي في الوزن دون حصول مشاكل أو مضاعفات وسلبيات بعد العملية.

وأوضح أن الحاجة لإجراء علميات التكميم الجراحية، تظهر عند وجود زيادة في الوزن، على حسب مؤشر كتلة الجسم فمؤشر كتلة الجسم في الشخص الطبيعي ما بين 19 إلى 24 وهو مؤشر يتم فيه احتساب الوزن بالكيلوغرام تقسم على الطول بالمتر المربع، وما بين 25 إلى 29 لديه زيادة في الوزن لا يحتاج للأي عملية جراحية ولكن يجب اتباع نظام غذائي معين أو نظام رياضي لفقد الوزن الزائد.

أما نسبة المؤشر لكتلة الجسم ما بين 30 حتى 34 فتعتبر بدانة درجة أولى، وما بين 35 إلى 39 تعتبر بدانة درجة ثانية وأكثر من 40 بدانة مفرطة أو بدانة من الدرجة الثالثة، ويمكن أن يتم إجراء عملية جراحة للأشخاص الذين قد لا يعانون من زيادة وزن كبيرة ولكن يحتاجون لإجراء العملية بسبب مشاكل ناجمة عن أمراض مصاحبة مثل الضغط والسكر والكولسترول ومشاكل في القلب.

تصغير المعدة "تكميم" وتحويل المسار

وبالنسبة إلى أنواع عمليات السمنة الجراحية، العمليات الجراحية تتمثل في نوعين الأول يكون عبارة عن تصغير حجم المعدة أو تقليل كمية الطعام عن طريق تصغير حجم المعدة وهو "التكميم".

أما بالنسبة إلى النوع الآخر وهو مبني على تقليل نسبة امتصاص الأكل الذي يتناوله المريض وهي عمليات تحويل المسار المصغر أو تحويل المسار الكلاسيكي وهو نوعان من العمليات، حيث يتم استبعاد متر ونص إلى مترين من الأمعاء لا يمر فيها الأكل ولا يحصل بذلك له امتصاص للسكريات والدهون والبروتين وبالتالي لن يزيد وزن الشخص.

وأضاف أن الاختيار الأنسب لوضع المريض، فهناك عوامل كثيرة تتحكم باختيار الطبيب لأنواع العملية التي سيجريها للمريض ومنها عمره ووزنه والأمراض المصاحبة له في حال وجودها أو مشاكل في المفاصل أو في القلب فهي أمور تتحكم بالاختيار، مشيراً إلى أن حالة الشخص إذا كان مدخنا أو لا يدخن أو لديه ارتجاع في المريء أو التهابات في المعدة، كلها أمور تلعب دوراً كبيراً لاختيار نوع العملية.

وقال "مثلا نرى شخصا لا يعتبر وزنه كبيرا وعادة عمليات التكميم تكون للأوزان غير الكبيرة جدا وتحويل المسار يتم إجراؤها غالبا لمن يعانون من وزن مفرط. أما إذا كان الشخص صغير السن فيفضل عمل التكميم له ولو كان كبيرا بالسن فمن الممكن أن يكون له عملية تحويل المسار.

وفي ما يتعلق بمرحلة ما بعد العملية، ذكر شكري أنها مرحلة بسيطة وسهلة ولكن يجب أن يعتاد عليها المريض كالتزامه بنظام غذائي معد من قبل اختصاصية التغذية مع ممارسة الرياضة بشكل يومي على الأقل كأربع أو 5 مرات في الأسبوع من ساعة إلى ساعة ونصف، بالإضافة لشرب كمية كافية من السوائل حيث إن فقدان الوزن مع عدم تعويضه بالسوائل يسبب ترسيبات وأملاح يمكن أن تتسبب بتكوين حصوات في المرارة أو الكلى.

وأوضح أنه بالإضافة إلى ذلك، فإنه في عمليات تحويل المسار يجب على المريض في مرحلة ما بعد العملية اتباع نظام غذائي جيد ذي نسبة عالية من البروتينات لأن عملية التحويل تعتبر مبنية على عدم امتصاص الأكل، ومدى التزامه بهذه التعليمات مع المتابعة المستمرة.

أما إيجابيات وسلبيات عمليات السمنة فقال شكري "العملية لو كانت لشخص ذي حاجة لها فستكون كلها إيجابية لاسترداده للوزن المثالي فزيادة الوزن قد تسبب للشخص مشاكل اجتماعية ونفسية بسبب مظهره أمام الناس وهي مشكلة يمكن علاجها بعد العملية مع اتباع نظام صحي مفيد".