كتبت ـ نور القاسمي:
سجلت البحرين أمس أعلى درجة حرارة مقارنة بدول مجلس التعاون الخليجي، إذ وصلت إلى 50 درجة مئوية، وشهدت المملكة ارتفاعاً كبيراً في درجات الحرارة ظهر أمس بمناطق البحرين.
وكانت درجات الحرارة العظمى المسجلة منتصف نهار أمس في بعض مدن الشرق الأوسط، المنامة 44 درجة، الدوحة 42، الكويت 43، الرياض وأبوظبي 41، مسقط 40، النجف 37، دمشق 28، بيروت 26، عمان 27، القدس 25، مشهد 26، وأنقرة 25 درجة مئوية.
وأعلن المركز الأمريكي لتوقعات المناخ، أن احتمال استمرار النينو طوال أشهر الصيف ازداد 20% أبريل الماضي، ما يبشر بهطول أمطار غزيرة خلال فصل الخريف والشتاء المقبلين.
وقال المركز إنه بات في حكم المؤكد أن تسود ظاهرة "النينو" المناخية طيلة فصل الصيف في نصف الكرة الشمالي، ومن شأن استمرار الظاهرة زيادة احتمالات هطول أمطار غزيرة في جنوب الولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية، حسب ما أوضح المركز الأمريكي.
وأوضح أن استمرار ظاهرة ارتفاع درجات الحرارة في آسيا، يؤدي إلى هلاك محاصيل أساسية مثل الأرز، ويؤدي نمط الطقس المعروف باسم "النينو" إلى تقليل احتمالات حدوث أعاصير كثيرة خلال موسمها الذي يبدأ عادة من يونيو وحتى نوفمبر.
وأضاف المركز أن احتمال استمرار "النينو" طوال أشهر الصيف يصل إلى 90%، بعد أن كان هذا الاحتمال 70% أبريل الماضي، مرجحاً استمرار هذه الظروف خلال عام 2015 بأكمله.
وأكد أن اشتداد ظاهرة "النينو" يرفع درجات الحرارة بالمحيط الهادئ بشكل قياسي، متوقعاً تسجيل حالة "نينو" تاريخية خلال الأشهر المقبلة من الصيف واستمرارها خلال فصل الخريف، تتعدى ما حدث عام 1997 و1998.
ورجّح المركز أن يكون صيف هذا العام شديد الحرارة بشكل استثنائي ومغاير عما سبقه من أعوام، وتسجيل درجات حرارة عالية قد تكون الأعلى تاريخياً، بينما ينعكس ذلك إيجاباً في فصل الخريف المقبل وبداية موسم الأمطار، حيث يتوقع هطول أمطار فوق المعدل الطبيعي.
«النينو» تشعل المغرب العربي وأوروبا
وتعرضت عدة دول بأوروبا الغربية خاصة إسبانيا والبرتغال خلال بدايات مايو، لموجة حر اندفعت من الصحراء الأفريقية شمالاً نحو أوروبا مروراً بالبحر المتوسط، وأدت لارتفاع قياسي ونادر في درجات الحرارة في إسبانيا والبرتغال وإيطاليا ودول المغرب العربي، واستمرت ما يزيد عن أسبوع حسب موقع ArabiaWeather.com.
وسجلت الجزائر العاصمة 43 درجة مئوية، في حين سجلت الرباط 42 درجة، وتونس العاصمة 39 درجة، أما العاصمة مدريد فسجلت 40 درجة.
ورغم أن المنطقة تشهد عادة موجات حر خلال مايو، إلا أن هذه الأرقام تعتبر استثنائية ونادرة الحدوث في مثل هذا الوقت من السنة، فهي أعلى بما يزيد عن 15 درجة عن المعدل الفصلي الطبيعي.
«النينو» في أستراليا
وأعلنت هيئة الأرصاد الجوية الأسترالية الثلاثاء الماضي، وصول ظاهرة "النينو"، وقالت إن نماذج الطقس تنبئ عن حدث ذي آثار ملموسة.
وأضافـت أن مؤشــرات الطقس خلال الأســابيــــع القليلة الماضيـــة تنبــئ بتشكل ظاهـــرة "النينـو"، لكن هيئـــة الأرصــاد الأسترالية قالت إن ذلك أصبح حقيقة الآن، وأن "النينو" يعود بعد غياب دام 6 سنوات وفق وكالة رويترز.
ونتائج النينو على أستراليا يجلب أحوال طقس جافة ودافئة لمعظم الساحل الشرقي لأستراليا، ويزيد من حدة أحوال تقترب من الجفاف لبعض المناطق الشمالية الشرقية للساحل، وهذه الأحوال لن تكون مؤاتية لزراعة القمح وإنتاج السكر على مستوى العالم، وهو ما قد يدعم الأسعار بعد انخفاضها في الأسابيع القليلة الماضية.
معلومات عن «النينو»
النينو ظاهرة مناخية تتسم بدفء سطح المياه في المحيط الهادي، ما يتمخض عن موجات جفاف في بعض بقاع العالم، وفيضانات في البعض الآخر.
وتأثر ظاهرة "النينو" على نمط المناخ السائد حول العالم، فهي سلبية إن وقعت في فصل الصيف، حيث ترفع من نسبة درجات الحرارة بشكل كبير كما حدث صيف 1998، وإيجابية خلال موسم الأمطار بالخريف والشتاء والربيع. وتأتي موجة الحر هذه في وقت يشهد فيه العالم حالة "نينو" قوية لم تسجل منذ 1998، حيث يُعرف أن "النينو" يؤثر سلباً على منطقة الحوض الغربي للمتوسط وكذا غرب أوروبا.
وتعمل "النينو" على اشتداد المرتفع الجوي الآزوري وثباته واستقراره على المنطقة، وفي نفس الوقت تعمل على اشتداد المنخفضات الجوية شمال المحيط الأطلسي.
وهذه العناصر الجوية بهذا الشكل وبهذه الشدة، تجعل الطريق سالكاً للهواء الساخن الصحراوي نحو غرب المتوسط وغرب القارة الأوروبية، وبالتالي تعرض العديد من هذه الدول لموجات حر متكررة ومتفاوتة المدة والشدة.
وجاء مصطلح "النينو" ويعني الطفل بالإسبانية، نسبة إلى الطفل المقدس "المسيح"، وهي ظاهرة تحدث وقت عيد الميلاد وتستمر لشهور عدة، وهو مصطلح استعمله الصيادون على سواحل بيرو والإكوادور للدلالة على تيار المحيط الهادئ الدافئ، وما يجلبه من أمطار غزيرة، وهو ظاهرة طبيعية تسبب اضطراباً في الحياة الطبيعية بالمحيط الهادئ.