شارك معالي الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، اليوم الجمعة الموافق ٢٣ يوليو ٢٠٢١م، في ملتقى الخليج للأبحاث في دورته الحادية عشر والذي ينظمه عن بعد مركز الخليج للأبحاث وجامعة كامبريدج، وقد ألقى معاليه كلمة فيما يلي نصها :

السيدات والسادة

يسعدني أن أشارك في اجتماع مركز الخليج للأبحاث، الذي يعقد افتراضيا للسنة الثانية على التوالي في ظل جائحة كورونا، متقدما بجزيل الشكر للدكتور عبدالعزيز بن صقر وفريقه في مركز الخليج للأبحاث على جهودهم الحثيثة لعقد هذا الاجتماع.



لقد غير عام 2020 حياتنا حيث إن عالم ما بعد جائحة كورونا لن يكون نفس العالم ما قبلها، الامر الذي يتطلب العمل الجماعي لمواجهة تحديات جديده وغير مسبوقه للسنوات القادمة، وكذلك العكل علي استكشاف الفرص الجديدة.

إن أحد أهم الدروس المستفادة من الجائحة هو أن العمل الجماعي هو الطريق الوحيد لمواجهة هذه التحديات، وأنه لا يمكن لأي دولة كانت أن تعمل بمعزل عن الآخرين في مواجهة هذه التحديات، وبالرغم من الأولوية القصوى التي تمثلها التجارب الخاصة التي خاضتها الدول والأفراد في مواجهة جائحة كورونا إلا أن هناك تحديات أخرى تتطلب اهتمامنا الجماعي وغير المشتت ، و لعل لقاءنا اليوم يوفر المنصة المناسبة لمناقشة بعض هذه التحديات التي تواجه العالم و ان كنت أرغب في كلمتي علي تسليط الضوء علي التحديات في منطقة الخليج العربي.

صادف الخامس والعشرون من مايو 2021م الذكرى الأربعين لتأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية، حيث لعب المجلس دورًا مهمًا للغاية في تحقيق الاستقرار والحفاظ على السلم والأمن في المنطقة والعالم، وانخرط مجلس التعاون خلال السنوات الأربعين الماضية بشكل بناء مع المجتمع الدولي وأوفى بالتزاماته في مكافحة الإرهاب وتبني سياسة طاقة مسؤولة ومتوازنة للغاية تأخذ في الاعتبار مصالح كلا من المنتجين والمستهلكين، كما استجاب مجلس التعاون للنداءات الإنسانية والإنمائية اللازمة.

وفي ذات الوقت وعلى الصعيد المحلي، تسعى دول مجلس التعاون في تنفيذ خطط التنمية الوطنية التي تركز علي تنمية رأس المال البشري والتنويع الاقتصادي وتحقيق مستويات المعيشة الجيدة، إلى جانب تطوير شامل للبني التحتية لدعم خطط التنمية ، وبالرغم من أن السنوات الأربعين الماضية كانت مليئة بالتحديات إلا أن مسيرة مجلس التعاون ظلت قوية و راسخه أمام هذه التحديات.

عندما ننظر إلى المستقبل نجد هناك تحديات جديدة وحقيقية تواجه منطقه الخليج ، بالإضافة إلى التحديات التي فرضتها الجائحة، والمتمثلة في أمن المنطقة الذي يعتبر ذا أهمية بالغة لأمن العالم، وهو الأمر الذي يحتاج إلى تسليط الضوء ، وبينما يظل مجلس التعاون ملتزمًا بالحفاظ على الأمن الإقليمي وتعزيزه، نود أن نشارككم مخاوفنا ذات الأهمية القصوى، حيث يمثل الوضع الراهن في العراق وسوريا ولبنان واليمن تهديدا واضحا ومباشرا لأمن المنطقة واستقرارها، حيث يقف مجلس التعاون بحزم لدعم الالتزام بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ، كما ان المجلس من اشد الداعين الي احترام السيادة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وهو الأمر المؤسف الذي لم تلتزم فيه إيران في سلوكها لزعزعة استقرار المنطقة، ناهيك عن البرنامج النووي الإيراني والصواريخ الباليستية الإيرانية، ودعمها للميليشيات، وهو ما يجب ان تتضمنه محادثات ڤينا و التي يجب ان لا تكون مقصوره علي اعاده العمل بخطة العمل الشاملة المشتركة المتعلقه بالبرنامج النووي الايراني .

سيداتي وسادتي:

يأتي التكامل الاقتصادي على قائمة اولويات العقد الخامس لمجلس التعاون، حيث إنه من أولوياتنا تعزيز المكانة الرائدة لدول مجلس التعاون في المنطقة والعالم، ولقد شهدنا خلال السنة الماضية رئاسة المملكة العربية السعودية لمجموعة العشرين، واستضافة الإمارات العربية المتحدة لاكسبو 2020، والمقرر انطلاقه في أكتوبر من هذا العام، واستضافة دولة قطر لكأس العالم لكرة القدم 2022، حيث تخلق الرؤى الوطنية وخطط التنمية في دول مجلس التعاون الزخم المناسب للتركيز على المستقبل واستغلال الفرص السانحة.

ولا يسعني في الختام إلا أن نؤكد عزمنا على مواصلة جهودنا المشتركه لمواجهة التحديات الإقليمية وحماية مصالحنا الوطنية، وفي نفس الوقت مواصلة جهودنا المشتركه في تنفيذ خططنا من أجل مستقبل أفضل لنا وللمنطقة كافة.