النظام الإيراني مستمر في اتباع سياسة التمييز العنصري في إقليم الأحواز العربي الذي يشهد احتجاجات عارمة منذ أيام بسبب نقص المياه وشحها، رغم أن هذا الإقليم يتميز بأنهاره الكثيرة، ولعل أهمها نهر «كارون» وهو الأكبر، ونهر «الكرخة»، ولكن النظام الإيراني تعمد قطع مجرى هذين النهرين عن الإقليم وتحويلهما إلى أصفهان، مما تسبب في انقطاع المياه عن الأحواز.

إن النظام الإيراني بلا شك يستهدف هذا الإقليم العربي لتهجير أهله العرب منه، ضمن مخططاته المستمرة في طمس هويته العربية، وكذلك فعل النظام في أي دولة يسيطر عليها مثل العراق وسوريا، ولعل الشعب الأحوازي العربي هو أكثر الشعوب العربية مقاومةً للنظام وتمسكاً بعروبته، خاصة بعد سقوط دولته في أيدي الفُرس بمساعدة بريطانيا، قبل أكثر من تسعين عاماً، حيث يرفض الأحوازيون التبعية للنظام الإيراني ويفتخرون بانتمائهم لأمتهم العربية، ولم ييأسوا أبداً من تنفيذ ثورات عديدة للتحرر من التبعية للدولة الإيراينية، رغم أن العرب نسوا وطووا صفحة الأحواز وتخلوا عنها وانشغلوا لاحقاً بالقضية الفلسطينية ولا يزالون.

واتبع النظام الإيراني سياسات كثيرة لتهجير سكان الأحواز العرب، ونفذ لأجل ذلك مخططات استهدفت قتل الشعب الأحوازي على الهوية، وقمع حرياتهم وحقوقهم، وجعلهم يعيشون في قهر وضنك، وصولاً إلى تهجيرهم، والقضاء على كل ما هو عربي في هذه الأرض، ضمن مخططات النظام لـ «فرسنة» هذه الأرض العربية، وهذه السياسات ليست جديدة ولكنها برزت وبوضوح أكثر في عهد هذا النظام، وهو ينم عن تعصب عرقي بغيض ومعروف عند الأمة الفارسية ضد العرب منذ الأزل.

أما الآن، وقد حارب النظام أهل الأحواز في المياه الذي جعل الله منه كل شيء حي، فكان متوقعاً أن يعتري الغضب الشديد أهل الأحواز، والخروج في ثورة للمطالبة بحقهم المسلوب، ولكن النظام الإيراني وبخبثه المعهود كان يتوقع ذلك الغضب، فاستعد له ليس لإنصافهم أو تنفيذ مطالبهم، بل لمزيد من التنكيل بهم، ووجدوا في إخماد هذه الثورة عذراً لقتل الأحوازيين وقمع حرياتهم وسلب حقوقهم أكثر، وصولاً إلى الهدف الرئيس وهو تهجير أهله منه، و«فرسنة» هذا الإقليم العربي المحتل.

إن المواطنين العرب الشرفاء هم من يقفون مع هذه الثورة ويدعمونها، أما عملاء إيران وتحديداً مدعي العروبة منهم، فهم من «المتفرسنين» الذين انسلخوا من جلدتهم لأسباب تتعلق بطائفيتهم أو بمصالحهم الضيقة في بقاء النظام الإيراني محتلاً لهذا الإقليم العربي، لذلك على الشرفاء من العرب دعم ثورة الشعب الأحوازي، وعدم التخلي عنها، فلعل هذه المرة تكون في الثورة المباركة بداية لنهاية نظام فاشي، وعنصري وطائفي.