الترجمة الشعبية لما قاله خامنئي لسكان خوزستان الذين خرجوا للتعبير عن احتجاجهم على تقصير حكومات الملالي المتتابعة وإهمالهم لهم إلى حد الوصول إلى نقطة شح المياه هو «سامحونا .. ما كان قصدنا الأذية .. وإن شا الله كل شيء بيتصلح .. أهم شيء خلكم معانا» وكذلك معنى دعوته «عدم توفير ذريعة لأعداء إيران» .

المرشد الإيراني ومن معه انتبهوا إلى أن الاحتجاجات هذه المرة «غير» وأن النظام الإيراني صار مهدداً بالفعل وأنه إن لم يتدارك ويصلح ما أفسده في خوزستان ومختلف مناطق إيران ويتوقف عن تبديد ثروة الشعب الإيراني وصرفها في أمور لا تنفع غير الإرهاب والإرهابيين فإن مصيره إلى الفناء السريع .

ما قام به أهل خوزستان في الأيام العشرة الأخيرة لم يكن رسالة إلى النظام وإنما إعلان عن العزم على التخلص منه، والدليل هو أن خامنئي سارع إلى اللعب على وتر العواطف ومعاودة الضحك على الذقون بالقول بأن الاستمرار في هذا الأمر من شأنه أن يوفر إلى «أعداء إيران» الذريعة التي تتيح له التدخل في ... شؤون خوزستان!

أهل خوزستان لا يريدون من خامنئي قوله هذا ولا قوله إنه «لا يمكن لومهم لإبداء انزعاجهم من مشكلة شح المياه» . الناس هناك وصلوا إلى قناعة مفادها أنهم لا يعنون شيئاً للنظام الذي همه استغلال ثروات بلادهم لخدمة أطماعه، وأنه حان وقت الثورة على هذا الوضع .. والاستقلال .

الثورة الإسلامية لم تعد تهم هؤلاء، فما نالهم من أذاها كثير ولا يمكن أن يضعوا أيديهم في أيدي الملالي الذين أدخلوا أنفسهم في مساحة بعيدة عن تخصصهم وسرقوا ثرواتهم ومستقبل أبنائهم . الذي يراه أهل خوزستان بكل حواسهم هو أن «الأعداء» الذين يتحدث عنهم النظام ويخوفهم بهم ليسوا إلا أعداء للنظام الذي قرروا التخلص منه وليسوا أعداءهم . لهذا فإنهم لن يعيروا ما قاله خامنئي أي اهتمام وسيرفضونه عملياً بتواجدهم في الميدان وفداء خوزستانهم بأرواحهم .