بوحشية ينتهك فقدان اليقين التفاؤل بمستقبل واعد، واليقين المفقود هو المستقبل المائي العربي. والغريب أن المشاكل المائية في التراث العربي كانت تقصي كل الانقسامات فما الذي غيبها الآن!

لقد أعادت عطش السنين الماضية ثورة الأحواز ومن المؤسف أن العون الخليجي لم يتعدَ تداول لقطات فيديو صفراء مظلمة مهتزة، ولن تتعدى ذلك رغم أن الأحواز العربية هي الإمارة الخليجية المفقودة ونحن أقرب لهم من بقية العرب فأين موقع الأحواز العربية في أولياتنا!

خريطة العطش العربي تغطي مصر والسودان بسد النهضة وجفاف العراق وسوريا ولبنان. فالعراقيون يعانون من أزمة العطش من الإيرانيين مثل الأحوازيين، ولا نتحدث عن انتزاع نصف شط العرب منهم إبان تخاذل صدام في اتفاقية الجزائر 1973 رغم أن الكل يعرف أن شط العرب نهر داخلي في الأراضي العراقية. بل توقف جريان نهر دجلة لأشهر في بعض المناطق، ويكمن السبب في منبع نهر دجلة في ثنايا جبال طوروس التركية حيث نبت كالشيطان سد «أليسو».

كما تدخل سوريا هذا الصراع كطرف ثالث يشاركهما نهر الفرات،أما مصر والسودان فهما في مشكلة مائية عويصة جراء الاصطفاف الدولي مع الحبشة في قضية سد النهضة وتقاذف كرة الخبث والمسئولية بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي مع رفض تام لوقوف الجامعة العربية مع القاهرة والخرطوم وكأنها جريرة كبرى. ويحوم العطش حول الأردن ولبنان، فمشكلتهما مع الصهاينة مائية في كثير من مكوناتها في البر والبحر، في نهر الأردن و في نهري الحاصباني والوزاني بلبنان.

ناقوس الخطر الذي دقه الأحوازيون وكان أكثر علواً من بقية العرب بخروجهم للشوارع وسقوط قتلى ليس أسوأ المؤشرات، فهناك حقيقة مرة وهي أن تنظيم وتقسيم المياه يحكمها ما يزيد على 3600 معاهدة واتفاقية 150 منها تم توقيعه فى القرن 20 ولم توقف حرب المياه. كما أن المخيف أن مجلة

«Global Environmental Change»،حذرت أن العالم لديه 12 عاماً فقط لوقف الاحترار العالمي قبل أن يسقط الكوكب في جفاف.

بالعجمي الفصيح

حرب المياه قد تدفع البعض لتأميم المياه كاحتكار طبيعي مثل النفط.