بعد سلسلة من عمليات ترحيل اللاجئين الأفغان إلى بلادهم في السنوات الأخيرة، بدعوى تحسن الوضع الأمني، عقد زحف حركة طالبان الأمر.

وبعد قرار غربي بسحب جميع قواتها من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر/أيلول المقبل، استغلت حركة طالبان المتطرفة الأمر، ووسعت سيطرتها في البلاد بشكل كبير خلال الأسابيع الماضية، ما خلق مخاوف من سقوط البلاد بالكامل تحت حكم الحركة مجددا.



ونتيجة لذلك الوضع، تواجه ألمانيا تعقيدات كبيرة في عملية ترحيل اللاجئين الأفغان إلى بلادهم، رغم الضغوط الداخلية الكبيرة على الحكومة الاتحادية قبل الانتخابات التشريعية المقررة سبتمبر أيلول المقبل.

وملف اللاجئين، وبالأخص ترحيل اللاجئين الذين استضافتهم ألمانيا لفترة طويلة إلى بلدانهم الأصلية، واحد من أهم الموضوعات الانتخابية في البلاد في الفترة الراهنة.

وخلال الأيام الماضية، زار الممثل الخاص الجديد للحكومة الألمانية لأفغانستان وباكستان، السفير جاسبر فيك ، كابول، وأجرى محادثات مع الرئيس أشرف غني ووزير الخارجية ووزير الهجرة والمستشار الأمني.

لكن المسؤولين الأفغان أبدوا انزعاجا من رغبة ألمانيا في استكمال عمليات ترحيل اللاجئين الأفغان رغم الوضع الحالي في أفغانستان، وفق صحيفة بيلد الألمانية.

في المقابل، أصرت ألمانيا على إجراء عملية ترحيل عدد من الأفغان في أوائل أغسطس/ آب المقبل، وتحدث السفير الألماني مع المسؤولين الأفغان، عن الضغوط السياسية الداخلية على الحكومة الفيدرالية بسبب "الانتخابات الفيدرالية المقبلة"، لكن كابول تمسكت بالرفض.

وكانت الحكومة الألمانية تخطط لترحيل جماع لعدد من طالبي اللجوء الأفغان المرفوضين، في 10 أغسطس آب، وتقدر تكلفة رحلة الطيران الخاص لنقل هؤلاء إلى أفغانستان، بـ 300 ألف يورو، وفق ما نقلته بيلد عن مصادر مطلعة.

لكن المصادر قالت أيضا "نظرًا لأن الوضع الأمني ​​يزداد سوءًا كل يوم بسبب تقدم طالبان، فإن رحلة الترحيل إلى أفغانستان تعتبر غير مرجحة".

ومؤخرا، طلبت الحكومة الأفغانية من دول الاتحاد الأوروبي تعليق عمليات ترحيل اللاجئين.

وقالت متحدثة باسم وزارة الداخلية الاتحادية الألمانية مؤخرا: "في ضوء طلب الحكومة الأفغانية تعليق العودة إلى أفغانستان للأشهر الثلاثة المقبلة، فإننا نجري مشاورات ومحادثات حاليا بشأن هذا الموضوع وما زالنا ننتظر رؤية النتائج".

يذكر أن عمليات ترحيل اللاجئين تتطلب تعاون كامل من بلدان المنشأ، وفق بيلد.