ما زال الاختلاف في لون البشرة يثير نعرات عنصرية وقبلية في بعض المناطق القروية المغربية، التي تؤم سكانا من أصول إفريقية سواء عربية أو أمازيغية أو ناطقة بنفس اللغة، كما هو الحال في المجتمعات العربية، التي لم تتخلص بعد من هذه النظرة على مستوى بعض مناطقها.
وتعتبر مدينة "طاطا" من بين المناطق التي لا زالت سلوكيات التمييز العنصري راسخة لدي السكان، فلون البشرة له علاقة بالفرقة، رغم اشتداد حملة الجمعيات الحقوقية ضد هذا التمييز.
و"داوبلال"، و"آكادير"، قريتان تابعتان لمركز جماعة "تيسينت" المنتمية إلى محافظة مدينة "طاطا" المغربية الواقعة بالجنوب الشرقي للمملكة، يفصل بينهما شارع ويقسمهما جغرافيا إلى شطرين.
وعلى أطراف الشارع يتقابل مسجدان، غير بعيدين عن بعضهما البعض بمسافة تتجاوز بالكاد خمس دقائق.
وتقول منة شيبة ماء العينين، معلمة بالمنطقة في حديثها لـ"العربية نت" مع انطلاق الآذان يتوجه الناس للصلاة في كليها لكن بشكل فردي، الأول خاص بذوي البشرة السمراء، والثاني خاص بأصحاب البشرة البيضاء، مضيفة أنه حتى في المقابر كل طرف اختار ألا يكون ابن جلدته الإثنية بجوار الآخر، كما هو حالهم في الدنيا، حتى وإن كان الوطن والتاريخ والرابط الديني والمذهبي (المالكي) يوحد بينهما.
وتشير منة إلى أن الفضاءات العمومية تظل مجالا مشتركا لا محيد عنه بالنسبة لهذه الساكنة، كما هو الشأن للشارع الذي يوحد بينهما ويوزعهما في آن على أطرافه بشكل تقابلي، فبيلة تنتمي لقرية تحمل اسم "داوبلال"، تقول عن نفسها إنها من أصول عربية وهي فرع من القبائل الصحراوية المغربية، وهم من ذوي البشرة البيضاء، فيما يحمل اسم القرية الثانية اسم "آكادير"، سكانها ينتمون للعنصر الأمازيغي، وهم من أصول إفريقية من ذوي البشرة السوداء، ويعتبرون أنفسهم من السكان الأصليين وأنهم أصحاب الأرض، ويتهمون الطرف الآخر بالاستيلاء عليها