سكاي نيوز عربية


لم تكتمل الفرحة المصرية بعد الإنجاز الكبير الذي حققه منتخب مصر لكرة القدم المصغرة خلال الفترة الأخيرة، بفوزه ببطولة كأس الأمم الأفريقية على مستوى اللعبة، التي أقيمت بنيجيريا.

فقد اكتشفت بعثة "الفراعنة" عقب عودتها إلى البلاد بأيام قليلة إصابة عدد من لاعبي المنتخب بمرض الملاريا، لتبدأ رحلة علاج اللاعبين في مواجهة المرض القاتل.

في المباراة النهائية، واجه المنتخب المصري نظيره الليبي، الذي كان وضع بعثته كارثيًا عقب انتهاء البطولة الأفريقية، حيث هاجمت الملاريا 16 لاعبًا من الفريق الليبي، من بينهم خمسة بحالة حرجة، كما أودت بحياة اللاعب أيمن النقريش، وفق لما أعلنته وزارة الرياضة الليبية.


وأصبحت وفاة لاعب ليبيا لكرة القدم المصغرة، أيمن النقريش، بمثابة جرس إنذار لمسؤولي الرياضة في ليبيا ومصر، يؤكد أن التأخر في تقديم أفضل أشكال الرعاية الصحية لمصابي الملاريا من لاعبي المنتخبين، قد يعرض حياة أحدهم للخطر.

جدير بالذكر أن الملاريا مرض فتاك تسبّبه طفيليات تنتقل بين البشر بواسطة لدغات أجناس حشرات بعوض الأنوفيليس الحاملة لعدواه، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن هذا المرض قد تسبب في وفاة قرابة 400 ألف شخص في 2018، ولا تتواجد الحشرة المسببة للملاريا في مصر، لكنها موجودة في أكثر من بلد إفريقي آخر ومن بينهم نيجيريا (محل إقامة البطولة التي شاركت بها مصر وليبيا).

ووفقًا للاتحاد المصري لكرة القدم المصغرة، فإن عدد الإصابات بالملاريا في منتخب الفراعنة وصل إلى 3 حالات، وهم: إبراهيم كمال، محمد رمضان، وحسام حسن.

وفي تصريح مقتضب لموقع "سكاي نيوز عربية"، يؤكد رئيس الاتحاد المصري، أحمد سمير، أن الحالة الصحية للاعبين تتحسن، وأنهم يتلقون أفضل رعاية طبية أثناء تواجدهم في المستشفيات الحكومية المصرية القادرة على علاج هذا النوع من الملاريا.

أسرة أحد المصابين

وتواصل موقع "سكاي نيوز عربية" مع أسرة أحد لاعبي الفراعنة المصابين بهذا المرض الفتاك -رفضوا ذكر اسمه- للتعرف إلى آخر تطورات حالته الصحية، وكيف تم اكتشاف إصابته بـ"الملاريا".

يقول شقيق اللاعب المصاب بالملاريا، إنه عقب عودة لاعب الفراعنة من البطولة الأفريقية، ارتفعت حرارته أكثر من مرة، وأشار الأطباء إلى أن تلك الأعراض بسبب "نزلة برد" عادية، لكن مع تعرض اللاعب للإغماء، قامت أسرته بنقله إلى إحدى مستشفيات الحكومية، وهناك تم تشخيص حالته كمصاب بالملاريا.

ويضيف: "أثرت الملاريا على مخ شقيقي، بالإضافة إلى تأثيرها على مستوى الهيموغلوبين بالدم، لكن حالته تحسنت خلال الساعات القليلة الماضية، وأخبرنا الأطباء أنه تفصله أيام قليلة عن الشفاء التام من (الملاريا)".

كما أوضح أن الاتحاد المصري للعبة تابع الحالة الصحية للاعب "الفراعنة" المصاب، لكن دون التكفل بالمصاريف المادية للعلاج، وتابع قائلًا: "نتكفل بشكل كامل بمصاريف العلاج، كما أن هناك بعض الأدوية تطالبنا المستشفى بشرائها، لعدم توافرها، ونقوم بشكل يومي تقريبًا بمطالبة أصدقائنا بالتبرع بالدم من أجل شقيقي، ونأمل أن تتوفر له رعاية طبية أفضل، خاصةً أنه أصيب بـ (الملاريا) أثناء تمثيله لمصر ببطولة قارية، وساهم في فوز الفراعنة باللقب".

على أثر تصريحات أسرة هذا اللاعب، تواصل موقع "سكاي نيوز عربية" مع وزارة الشباب والرياضة المصرية، للبحث عن حل سريع لتوفير رعاية صحية أفضل للاعبي المنتخب المصري المصابين بالملاريا.

ومن جانبه، يقول المتحدث الرسمي باسم وزارة الرياضة المصرية، الدكتور محمد فوزي إن الوزارة ستتدخل سريعًا من أجل توفير رعاية صحية أفضل لمصابي الفريق المصري، على أن يتم تعويضهم ماديًا عما قاموا بإنفاقه خلال الأيام الأخيرة، وستتكفل الوزارة إلى جانب الاتحاد المصري للعبة بكافة مصاريف العلاج خلال ما تبقى من رحلة هؤلاء اللاعبين نحو الشفاء التام.

ويضيف فوزي لـ"سكاي نيوز عربية": "تواصلنا مع الاتحاد المصري للعبة، وعلمنا أن جميع أفراد البعثة المصرية التي سافرت إلى نيجيريا للمشاركة في البطولة الأفريقية تم تطعيمهم بكافة التطعيمات اللازمة لمواجهة الأمراض المنتشرة في البلد الأفريقي، وتأكدنا أن تلك حالات فردية".

ويتابع: "لدينا هدف واحد الآن، وهو شفاء لاعبي الفريق المصري المصابين، وبعد ذلك سنبحث عن الإجراءات اللازمة لعدم تكرار تلك الواقعة، والخبر الإيجابي حاليًا بتلك الأزمة، أن الحالة الصحية للاعبين تتحسن بشكل كبير، وتفصلهم فقط أيام قليلة عن الشفاء الكامل".

وفي ختام حديثه، مع موقع "سكاي نيوز عربية"، نعى المتحدث الرسمي لوزارة الرياضة المصرية، لاعب المنتخب الليبي، أيمن النقريش، متمنيًا أن تتحسن الحالة الصحية لبقية لاعبي المنتخب العربي الشقيق.

يُشار إلى أن لعبة (الميني فوتبول) هي لعبة تشبه كرة الصالات على مستوى كرة القدم، وتم الإعلان عن تنظيم أول بطولة كأس عالم لتلك اللعبة عام 2013 ويسهم اللقب الذي حققة المنتخب المصري في وصول منتخب الفراعنة إلى كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه.