التقط مسبار الأمل صورة للمنطقة البركانية المعروفة باسم (اليسيوم بلانيتيا) فوق سطح المريخ بدقة تصل إلى 145 ميغا بيكسل، ضمن مهامه التي ستستمر لرصد مثل هذه الظواهر، باستخدام كاميرا الاستكشاف الرقمية من أجل تدعيم فهمنا للرياح المنتشرة في العديد من مناطق "الكوكب الأحمر".

وبحسب التغريدات التي نشرها مركز محمد بن راشد للفضاء عبر حسابه على تويتر أمس، فقد " تم التقاط هذه الصورة في 15 مارس الماضي بواسطة كاميرا الاستكشاف الرقمية (EXI) لمسبار الأمل، من ارتفاع يصل إلى 1325 كيلومتراً فوق سطح المريخ، وتُظهر الصورة المنطقة البركانية المعروفة باسم (إليسيوم بلانيتيا) " .

وذكر المركز في إحدى التغريدات أن " سلسلة رياح داكنة بطول 150 كيلومتراً تتشكل بالقرب من مركز الصورة، وتظهر بهذا اللون بسبب حملها للرمال الداكنة التي تكونت عن طريق تعرية الرواسب البركانية من أرضية الحفرة المجاورة (فوهة صدمية) التي يبلغ قطرها 25 كيلو متراً.

ويشير المركز إلى أن " الهوامش تظهر أكثر سطوعاً للخط الداكن بسبب انتقال الغبار الساطع من الجزء الداخلي المظلم للخطوط، وسيستمر رصد مثل هذه الظواهر، باستخدام كاميرا الاستكشاف الرقمية من أجل تدعيم فهمنا للرياح المنتشرة في العديد من مناطق المريخ".



الشفق المريخي

وفي الثلاثين من يونيو الماضي التقط المسبار صوراً هي الأولى من نوعها لظاهرة الشفق المنفصل في الغلاف الجوي للمريخ أثناء الليل باستخدام الأشعة فوق البنفسجية البعيدة، لإثراء معارف العلماء والباحثين عند دراسة التفاعلات بين الإشعاع الشمسي والمجال المغناطيسي للمريخ وغلافه الجوي.

وتعتبر تلك الصور سابقة على مستوى العالم، إذ توفر تفاصيل عالية الدقة وعبر أطوال موجية لم يتم رصدها سابقاً .



3 أجهزة علمية

وحمل المسبار معه 3 أجهزة علمية صممت لجمع أكبر حجم من المعلومات حول مناخ كوكب المريخ، تساعد في توفير أول صورة متكاملة للغلاف الجوي للمريخ وعلى مدار اليوم وخلال فصول السنة.

وتشمل الأجهزة المذكورة كلاً من كاميرا الاستكشاف «EXI»، وجهاز «المقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء» وجهاز المقياس الطيفي بالأشعة ما فوق البنفسجية.

وتتيح هذه الأجهزة توفير إجابات علمية مهمة لم يسبق لأي مهمة سابقة أن طرحتها من قبل في مجال استكشاف المريخ، تتضمن البحث عن عوامل مشتركة تجمع بين المناخ الحالي على كوكب المريخ ومناخه في الماضي البعيد قبل خسارته لغلافه الجوي، ودراسة أسباب تلاشي الغلاف الجوي في المريخ عن طريق تعقب اندفاع غازي الهيدروجين والأوكسجين نحو الفضاء.

ومن المقرر أن تستمر مهمة المسبار (687 يوماً أرضياً)، بحيث تمتد حتى أبريل 2023، لضمان رصد الأجهزة التي يحملها على متنه البيانات العلمية المطلوبة التي لم يتوصل إليها الإنسان من قبل حول مناخ المريخ، وقد تتضاعف المدة، إذ تطلب الأمر ذلك، لجمع المزيد من البيانات وكشف المزيد من الأسرار عن "الكوكب".