تعد عبارة "الفشل في ترويض النجوم"، هي الوصف الأنسب للأندية التي تحارب لإبقاء لاعبيها وإثناءهم عن الرحيل، لكنها تفشل في نهاية الأمر.

هذه العبارة تنطبق حاليا على الفرنسي بول بوجبا في مانشستر يونايتد، وايضا في وقت سابق على غرار البلجيكي روميلو لوكاكو مع اليونايتد أيضا، ونيمار دا سيلفا في برشلونة ولكن لكل حالة أسبابها الخاصة.



غياب الألقاب

يعد بول بوجبا نموذجا لما تمثله عملية غياب الألقاب، في تفكير أي لاعب طموح بالرحيل عن فريقه.

مانشستر يونايتد دخل في العديد من الأزمات مع بوجبا، والتي بدأت خلال عهد البرتغالي جوزيه مورينيو، مدرب روما الحالي، الذي جلب الدولي الفرنسي للفريق من يوفنتوس بعقد بقيمة 89 مليون جنيه إسترليني.

ورغم أن مينو رايولا وكيل أعمال اللاعب قد حصل على 27 مليون إسترليني كعمولة من تلك الصفقة إلا أن العلاقة بينه وبين اليونايتد تراجعت بشكل ملفت في السنوات الأخيرة.

بوجبا رفض أكثر من مرة محاولات يونايتد المستمرة لتمديد تعاقده الذي ينتهي صيف العام المقبل، وبالتالي فإن يونايتد بعدما كان يرفض عروضاً خرافية لبيع نجم وسطه قد يضطر هذا الصيف للتفريط فيه بمقابل زهيد، وإلا يواجه خطر فقدانه مجانا في صيف 2022.

ومن العوامل التي دفعت بوجبا لتمديد عقده مع اليونايتد هو فشل فريق الكرة على مدار سنوات في إحراز أي لقب، حيث لم يحرز اللاعب الفرنسي مع الفريق إلا لقبين في موسمه الأول 2016-2017 وهما كأس الرابطة الإنجليزية والدوري الأوروبي.

رايولا نفسه تحدث عن تلك الجزئية في حديث صحفي عن ضرورة ترك بوجبا ليونايتد كونه أهدر الكثير من سنوات عمره بلا مجد كروي.

ورغم أن مانشستر يونايتد ليس من ضمن الأندية التي تعاني مادياً إلا أن النتائج السلبية وسعي لاعب الوسط الفرنسي للمجد الكروي كلها عوامل جعلت الإدارة تفشل في ترويضه وإقناعه بالبقاء.



الغيرة

يعتبر البرازيلي نيمار دا سيلفا من أبرز الأسماء التي فشل ناديها السابق برشلونة في ترويضها، وذلك حين رحل إلى باريس سان جيرمان في صيف عام 2017، في صفقة هي الأغلى بتاريخ كرة القدم، والمقدر قيمتها بـ222 مليون يورو.

وقامت إدارة سان جيرمان بدفع هذا المبلغ الضخم، وهو قيمة الشرط الجزائي في عقد نيمار مع برشلونة، حينما علمت بفشل إدارة الفريق الكتالوني في ترويض نجمها البرازيلي الذي حاربت لسنوات لضمه.

الإسباني أوناي إيمري المدير الفني لباريس سان جيرمان وقتها علق على صفقة ضم نيمار، قائلاً: "نيمار ترك برشلونة لأنه كان يعمل من أجل ليونيل ميسي".

ويرى المدرب السابق لفريق العاصمة الفرنسية أن كل ما كان يقوم به نيمار في برشلونة كان يحسب لصالح ميسي، وأن نيمار عليه أن يلعب من أجل نفسه

وأضاف إيمري: "طريقة لعب المدرب السابق للبارسا لويس إنريكي ثم خلفه إرنستو فالفيردي 4-4-2 هي أحد أسباب رحيل نيمار، طريقة اللعب كلها مسخرة لخدمة ميسي".

الحديث عن هيمنة ميسي في برشلونة لا ينقطع ولا يتوقف، رغم حقيقة علاقة الصداقة القوية التي تربط ليو بنيمار، ولكن مدربين سابقين للبارسا تحدثوا عن تأثير تلك الهيمنة المطلقة لليو، من أمثال كيكي سيتين وقبله تاتا مارتينو.

الغريب أن هذا التحليل اعترف به أحد أهم قادة برشلونة، جيرارد بيكيه الذي أكد أنه يتفهم وجهة نظر نيمار في ترك برشلونة، حيث ألمح إلى شعور الأخير بالغيرة ورغبته في صناعة مجده الشخصي.



الطموح

يعتبر الطموح هو أحد أهم الأسباب التي تجعل الأندية تفشل في ترويض نجومها وإقناعهم البقاء.

وينطبق هذا الأمر على روبرت ليفاندوفسكي حين رحل من بروسيا دورتموند إلى بايرن ميونخ، ثم عثمان ديمبلي حين امتنع عن التدريب مع فريقه السابق دورتموند في صيف 2017 لإجبار الإدارة على الموافقة على انتقاله إلى برشلونة.

نفس الأمر انطبق على فيليبي كوتينيو في سياسة الضغط على إدارة ليفربول لتوافق على رحيله إلى برشلونة في مطلع عام 2018.

ويعد هاري كين مهاجم توتنهام هو أحدث تلك الأمثلة، حيث أنه =لم يحقق أي لقب في مسيرة 12 سنة في فريق شمال لندن ويريد الآن الرحيل باتجاه فريق جديد لتحقيق حلم التتويج بالذهب بعدما فاز 3 مرات بلقب هداف الدوري الإنجليزي الممتاز.