للتذكير أن بيان العلا وقع للصلح بين خمس دول لا مشكلة بينهم وبين بعضهم -ولله الحمد- فهم سمن على عسل كما يقولون (السعودية والإمارات والبحرين وعمان والكويت) مقابل دولة واحدة سببت المشاكل للخمس أي أن بيان العلا عبارة عن تعهد من واحد للكف عن أذية البقية، فهل النظام القطري مستعد لإنفاذ بيان العلا؟ فيريح ويستريح؟ هل هو قادر على مد يده والانتقال إلى صفحة جديدة؟ هل يستطيع أن يوقف ذلك الهدر المالي لتمويل كل ما من شأنه الإضرار بدول مجلس التعاون؟

بيان العلا، يعامل على أنه اتفاقية صلح، تتطلب التزام جميع الأطراف الموقعة فيها كي تتم وتنجز وتؤتي ثمارها، ولكن حين يخل ببنودها وتعهداتها أحد الأطراف ليل نهار، ثم حين يرد على أفعاله، يبكي ويرفع البيان على أسنة الرماح مذكراً به من رد عليه، فهذا والله المضحك المبكي.

حتى اللحظة .. ومع الأسف سياسة النظام القطري هي (ضربني وبكى وسبقني واشتكى) مع الإمارات والبحرين تحديداً لأنه يتقرب من مصر والسعودية ليشق صف الرباعي، فيطعن في البحرين والإمارات وحتى في السعودية أحياناً ليل نهار على قناته وعبر قنواته التلفزيونية الأخرى وصحافته ومرتزقته في السوشل ميديا حتى بعد البيان، لا يبقي ولا يذر من سب وشتم وقلة أدب وذوق وقلة سنع وبذاءات مخجلة، وكذب وفبركة، ويستعين بمن يتكلم عنهم بالإساءة حتى لو كان في أقصى الأرض يتعنى ويذهب لهم ويدفع لهم ويمول اجتماعاتهم كي يطلوا عبر شاشاته فيسيء للإمارات والبحرين، لم يسلم أحد من بذاءات الإعلام القطري، يفعل ذلك ولا يتذكر حينها بيان العلا، وعند أول رد عليه يجري قبلهم يشتكي أنهم لا يطبقون "العلا"!!

المشكلة أنها ليست بذاءات فقط، بل هو سعي للتحريض على السلم الداخلي والتحريض الدولي على البحرين والإمارات، أهدافه أبعد من مجرد المشاكسة، أهدافه تمس الأمن.

تخيل المفارقة المضحكة، هو يستشط غضباً حين تذكر الحقائق حوله، لكنه مستعد للكذب على غيره.

فعلى سبيل المثال لا أحد يجهل دعم قطر للإرهاب ودور الأخوان المسلمين فيها وما فعلوه في مصر وتونس وليبيا والبحرين وسوريا، لا أحد يجهل فتاوى القرضاوي القطري الجنسية التي تحض على القتل والإرهاب فهي موجودة ومسجلة ولا أحد يجهل دور عبدالرحمن النعيمي في دعم القاعدة واسمه موجود على قائمة الإرهاب، كل تلك الأفعال التي يقوم بها النظام القطري عبارة عن الجزء الأول من (ضربني وبكى) فحين يأتي على ذكرها أحد يشتكي أن الإمارات لم تطبق اتفاقية العلا، لذلك هو يشتكي أن الإمارات مولت الفيلم الأمريكي "غريبو الأطوار" المعروض الآن على شاشات السينما والذي لقي نجاحاً كبيراً، والذي كشف تلك العلاقة المعروفة للعالم كله والتي تربط بين قطر وزعماء الإهارب!!

زعل لأن مادة إعلامية واحدة مسته في حين أن قطر تمول مئات الآلاف من المحتويات الإعلامية التي تسيء للإمارات وبقية دول الخليج، آلاف ساعات البث التلفزيوني الإذاعي والميديا كلها، حتى تلك التي في الإعلام الأمريكي أو البريطاني وصلتها الأموال القطرية، دفع النظام القطري مليارات المليارات لها، لم تبقَ صحيفة أو برامج تلفزونية لم تمولها إن كان فيها إساءة للسعودية والإمارات والبحرين وحتى الكويت، بل مولت جامعات ومراكز أبحاث كي يسيئوا للسعودية، وهذا لا نقوله نحن بل تؤكده التقارير الاستقصائية الأمريكية والبريطانية والفرنسية التي كشفت تأثير المال القطري على المواد الإعلامية والبحثية المنتجة، يكفي أن تضع كلمات مثل (قطر ومال وإرهاب وإعلام ) في جوجل كمفاتيح كي ترى كم التقارير التي تتحدث عن التمويل القطري.

بعد كل هذا الفجور في الخصومة ينتجون حلقة سموها "ما خفي كان أعظم" يتهمون فيها الإمارات أنها مولت مادة إعلامية واحدة هي فيلم يسيء لها ويربطها بالإرهاب!!

هنا ينطبق عليهم المثل (فوق شينه قواة عينه) يجرون ويبكون ويشتكون أن الإمارات لاتطبق اتفاقية العلا وأن البحرين تسيء إليهم!!

بمعنى أنا يا قطر سأقول عنكم (النون وما يعلمون) وإن صدر منكم أي رد فعل سأشتكي و(أتبجبج) أنكم لا تنفذون تعهداتكم.

المشكلة في الجمهور الخليجي ومنهم البحريني أنه لا يتابع الإعلام القطري، يتابعه فقط المراقبون المختصون بالرصد، لذلك فالجمهور العادي لا يرى الجزء الأول من الصورة، لكنهم يرون الجزء الثاني حين ترد أو تدافع البحرين أو الإمارات عن نفسها وما ترد به على بذاءات الإعلام القطري، لذلك كثير من المتابعين يقولون اتركوهم دعوهم لا تتحرشون بهم لنكن نحن أحسن منهم، لأنهم لا يرون غير ردة الفعل لا الفعل.

الحريصون على بيان العلا من وسطاء خير وكلنا ثقة بهم، عليهم مراقبة الواحد الذي مأذي الخمسة!!