لا يترك الأمين العام لمليشيا حزب الله اللبناني حسن نصر الله مناسبة إلا ّويطل على أنصاره بوعود صعبة التنفيذ للتخفيف من السخط عليه بعد الأزمة الاقتصادية التي ضربت البلاد.

ومنذ أشهر بدأت تتعالى الأصوات المعترضة ضمن بيئة "حزب الله" على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي يعانون منها.



ولم تفلح محاولات الترقيع التي قام بها الحزب لإسكات جمهوره من إنشاء تعاوينات غذائية تؤمن المواد بأسعار مدعومة ورخيصة، بالإضافة إلى استقدامه بعض المواد الغذائية من إيران، والذي عزف عن شرائها لبنانيون نظراً لسوء جودتها.

وفي الشهرين الأخيرين وبعد أزمة المحروقات زادت النقمة نتيجة فقدان الكهرباء والبنزين والمازوت، كما لم تفلح سطوة الحزب على الدولة لتأمين المادة لأنصاره رغم محاولاته العديدة وحجز كميات كبيرة في منشآت الزهراني التابعة للدولة وحصر توزيعها في محافظة الجنوب حيث بيئة الحزب ولكن نتيجة عدم استمرار توفر المادة جعله عاجزاً.

وكان نصرالله وعد منذ مدة طويلة ياستقدام البنزين والمازوت من إيران، رغم علمه بإستحالة الأمر وخصوصاً أن طهران تحت عقوبات تمنع الدول من الاستيراد منها، وإن حدث هذا الأمر ستخضع بيروت لعقوبات مماثلة تزيد غرقه الاقتصادي الذي يعتبر نصر الله وحزب الله من أبرز أسبابه.

وبالأمس أطل نصرالله في جلسة داخلية على أنصاره ليبشرهم أن "الأزمة ستطول لسنوات وعليهم بالصبر لأن الوضع في إيران صعب ولكن هناك صبر وتحديد مسؤوليات".

وكرر نصرالله وعوده باستقدام المحروقات قائلاً: "مجموعة من الإخوة في حزب الله موجودون في إيران حالياً لاستكمال بحث موضوع البنزين والمازوت".

وتابع: "سنأتي به عمّا قريب وسندخله سواء براً أو بحراً"، لكنه اعترف أنه قرار صعب ويحتاج إلى وقت وعمل لكسر سعر السوق بعد رفع الدعم.

واستمر نصرالله بتحدي الدولة وطرح البدائل التي تناسبه وبيئته، مؤكداً أن أزمة الدواء تدخل ضمن أولويات الحزب.

ولفت إلى أن "الحزب سيأتي بالدواء الإيراني إلى السوق اللبنانية".

ورداً على رفض اللبنانيين لاستقدام الأدوية الإيرانية قال "يبلطوا البحر، واللي بيقولوا عن الأدوية الإيراينة سمّ، ما ياخدوا منها".

وتعليقاً على الأحداث الاخيرة في منطقة خلدة اللبنانية والتي أدت إلى مقتل خمسة أشخاص رد نصرالله بطريقة تصعيدية: "نحنا ما عندنا دم بروح على الأرض".