أطلق مؤتمر “الأسبوع البحريني الأوروبي للبيئة”، وضمن جدول أعماله، ترجمة عربية لواحدة من أهم الدراسات التي أعدتها منظمة اليونيسكو تحت عنوان "دراسات حالات عن تغير المناخ والتراث العالمي”، وذلك عبر محاضرة استضافها متحف البحرين الوطني مساء يوم أمس الاثنين الموافق 25 مايو 2015، حيث قدّمت المحاضرة خبيرة التراث في المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي ومنسقة برنامج “طبيعة” المشترك بين المركز والاتحاد العالمي لصون الطبيعية (IUCN) الآنسة هيفاء عبد الحليم، وحضرها الدكتور منير بوشناقي مدير المركز الإقليمي، سعادة السفير الفرنسي بيرنارد رينو، المدير العام للمجلس الثقافي البريطاني طوني كالدرينك وعدد من المهتمين في الشأن البيئي والثقافي.
وفي مستهل المحاضرة أكد الدكتور بوشناقي أن إطلاق الترجمة العربية للدراسة يعد واحداً من أبرز إنجازات المركز الإقليمي التي نفّذت تحت إشراف معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة مجلس إدارة المركز، مشيراً إلى أن تدشين الكتاب الذي يحتوي على الدراسة يأتي ضمن استراتيجية المركز الهادفة لتوفير المعرفة المطلوبة حول التراث العالمي الثقافي والطبيعي للمعنيين به في الوطن العربي.
بدورها أوضحت هيفاء عبد الحليم، خلال عرضها المفصل حول الكتاب، أنه يقدم عدداً من الدراسات حول التأثير الحاصل على مجموعة من مواقع التراث العالمي الثقافي والطبيعي بسبب تغير المناخ، ودراسات أخرى حول مواقع معرضة لمخاطر مستقبلية يشكلها هذا التغير. مشيرة إلى أن الكتاب يركز كذلك على كيفية تعامل اتفاقية التراث العالمي لعام 1972م مع تأثيرات تغير المناخ على المواقع.
وقدمت عبد الحليم مجموعة أمثلة عربية وعالمية لمواقع تراث عالمي طبيعي بدأت تفقد خصائصها الاستثنائية بما يثير تساؤلات حول مستقبل بقائها على قائمة التراث العالمي، و من أبرز تلك الأمثلة جبل كليمنجارو في تنزانيا والذي فقد أكثر من 80 بالمئة من ثلوج قمته بسبب ارتفاع الحرارة المتزايد حول العالم، وأوضحت الخبيرة كذلك أن أكثر من 70 بالمئة من مواقع التراث العالمي المتأثرة بالتغير المناخي هي مواقع طبيعية.
وكان أسبوع البيئة البحريني الأوروبي انطلق يوم أمس الاثنين في المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي تحت رعاية المجلس الأعلى للبيئة، حيث يستمر باشتغاله عبر العديد من ورش العمل والندوات حتى 28 من الشهر الجاري، وقد تم تصميم برنامجه من ورش عمل وندوات مختلفة لتؤكد على أهمية قضايا التنمية المستدامة في ظل التغير المناخي حول العالم وضرورة توعية الجمهور بها، ولذلك فإن أنشطة المؤتمر تعد مجانية ومفتوحة للجمهور العام.
وخلال الأسبوع، سيناقش الخبراء من البحرين وأوروبا الإجراءات والتدابير التي من المطلوب اتخاذها من أجل تغيير الوضع المناخي الراهن، وسيتم التطرق خصوصاً إلى مواضيع التكنولوجيا الحديثة وبحوث الطاقة المتجددة التي يمكنها أن تساهم في عملية التنمية المستدامة. كما وسيطرح مؤتمر "الأسبوع البحريني الأوروبي للبيئة" مقترحات حول عملية بناء القدرات، تبادل الخبرات وتناقل المعرفة التكنولوجية بين مملكة البحرين والاتحاد الأوروبي.