التقويم تضمن تحديد الثلث الأخير من الليل للمهتمين بقيام الليل

تاريخ البحرين يذكر 11 عالما أصدروا روزنامات وتقاويم



الامتداد الجغرافي للبحرين أقصى شرق جزيرة دلمونيا وغرب مدينة سلمان

علماء الشرع والفلك: روزنامة الزبارة والبحرين سيبدأ تفعيلها من الأثنين القادم منهجية الزواوي مكملة ومتسقة وضابطة للتقاويم السابقة



أيمن شكل

أكد علماء الشرع والفلك أن اعتماد منهجية العلامة عبدالرحمن الزواوي في إصدار روزنامة الزبارة والبحرين، تأتي مكملة ومتسقة وضابطة للتقاويم السابقة، وبدقة أكبر حيث راعى إصدار التقويم محيط مملكة البحرين الجغرافي لتحديد أوقات الصلاة بشكل أدق، حيث تم اعتماد الشفق الفلكي لحساب دخول وقت العشاء وفق المعايير الشرعية والعلمية والفلكية، ووفق المنهجية التي بنى عليها الزواوي روزنامة الزبارة والبحرين، وكشفوا أن الفارق بين موعد صلاة العشاء القديم والمحدّث هو 8 دقائق، وسيتم الانتقال إلى هذا التقويم بدءً من تاريخ 9 أغسطس الجاري.

وسرد عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية نائب رئيس اللجنة العليا للتقويم البحريني الدكتور عبداللطيف آل محمود في كلمته تاريخ 11 عالما من علماء البحرين الذين برعوا في علم الفلك الشرعي منذ إنشاء الزبارة على يد حكام آل خليفة، بداية بالسيد عبد الرحمن بن أحمد الزواوي الذي وضع (روزنامة الزبارة) قبل فتح البحرين ثم وضع (روزنامة الزبارة والبحرين) بعد الفتح، والذي سار على منهجيته 3 علماء فلك شرعي من بينهم الشيخ محمود بن الشيخ عبد الرحمن آل محمود المتوفى عام 1904م.

وأوضح آل محود خلال المؤتمر الصحفي الذي نظمه مركز الاتصال الوطني بالتعاون مع المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية حول إصدار التقويم البحريني للعام الهجري الجديد 1443هـ على منهجية روزنامة الزبارة والبحرين، أن الشيخ خليفة بن حمد النبهاني استخدم آلة الربع المجيب وشرحها في كتابه (الوسيلة المرعية في معرفة الأوقات الشرعية)، وقد أخذ عنه الشيخ عبد اللطيف بن الشيخ محمود بن الشيخ عبد الرحمن آل محمود العمل بالآلة الفلكية (الربع المجيب) في مكة، وبرع فيها.

صور


ومن ضمن علماء الزبارة أيضا أشار الدكتور عبداللطيف إلى أحمد بن علي بن موسى الذي وضع حسابا لمواقيت الصلوات حسب الأشهر، والذي أعد منها أحمد العمران إمساكية شهر رمضان لعام 1343هـ وطبعت بمطبعة الهداية الخليفية قبل 100 سنة، فيما وضع الشيخ محمد بن الشيخ عبد اللطيف بن الشيخ محمود بن الشيخ عبد الرحمن آل محمود (القاعدة المحمودية لمعرفة الشهور العربية) في عام 1956م، ثم جاء الشيخ إبراهيم بن راشد الحسيني وسكن الحورة واهتم بإصدار الروزنامات السنوية، حتى وضع الأديب الشاعر ابراهيم العريض تقويما عام 1973م تحت عنوان (معادلة العريض لمعرفة يوم الأسبوع في التاريخ الميلادي).

وقال آل محمود: تابع علي السيد عبد الرحمن الهاشمي إصدار التقويم البحريني حتى عام 2005، وأصدر الشيخ محمد عبدالله حسن عاشير تقويما للبحرين لمدة تزيد عن 16 سنة، وأصدر يوسف أحمد الشيراوي تقويم الشيراوي الهجري من عام 1413هـ لعدد من السنين، وهناك آخرون أصدروا تقاويم للصلوات مثل محمود بن يوسف بن محمود آل محمود.

وحول مدى الاعتماد على التقويم بين القديم والحديث، أكد د. عبداللطيف أن علماء الفلك الشرعي الأقدمون بذلوا جهودا كبيرة لضبط الروزنامات، واخترعوا العديد من الآلات الفلكية، كما وضعوا قواعد وجداول تعين على معرفة أوقات الصلوات وأوائل الشهور القمرية والسنوات البسيطة والكبيسة بالسنين القمرية والشمسية، وبناء على تلك الآلات الفلكية والقواعد والجداول أصدر من ‏جاؤوا بعدهم الروزنامات للأعوام التي عاشوها، لكنه شدد على أن التقويم القديم كان يعتمد على الاجتهاد وغلبة الظن، أما التقويم الحديث فإنه يعتمد على معطيات علم الفلك الحديث التي أصبحت يقينية ونسبة الخطأ فيها قليلة جدا إن لم تكن معدومة.

وأكد على أهمية التوجيه الملكي لاعتماد المعايير الشرعية للمنهجية التي بنى عليها العلامة السيد عبد الرحمن الزواوي روزنامه الزبارة والبحرين ووفق المعايير العلمية والفلكية، وهو ما التزمت به لجنة التقويم البحريني في عملها لإخراج التقويم البحريني لعام 1443هـ .

ولفت د. آل محمود إلى اختلاف الآراء لبعض المجتهدين في تحديد المواقيت، مرجعا السبب إلى أنهم لم يحسبوا تلوث الأفق والذي كان له أثر في عدم ضبط قياساتهم.

من جانبه أشاد د. فريد المفتاح برعاية جلالة الملك لإصدار التقاويم والتوجيه الملكي بتحديد الأوقات الشرعية للصلوات وفق المنهجية العلمية باعتماد روزنامة الزبارة والبحرين، وقال إن جلالته أولى التقاويم أهمية كبيرة منذ تولي جلالته مقاليد الحكم، بتشكيل لجنة عليا للتقويم البحريني لضبط أي تباين واختلاف في التقاويم السابقة، حيث أصدرت اللجنة في 2005 تقويما منضبط أسهم في القضاء على ظاهرة الاختلاف في التقاويم وضبط دخول الشهور الهجرية، وأصبح التقويم المعتمد للجهات الرسمية في المملكة.

وأوضح المفتاح أن اللجنة التي ضمت كوكبة من علماء الطائفتين وعلماء الفلك، استمرت منذ ذلك الوقت في دراسة وتجديد وتقييم التقويم وامتدادا لما تميز به الرواد الأوائل من علماء الفلك البحرينيين، وقال إن اللجنة وصلت إلى درجة دقة عالية في تحديد المواقيت وفق منهجية روزنامة الزبارة والبحرين، لافتا إلى أن اعتماد منهجية الزواوي تأتي مكملة ومتسقة وضابطة للتقاويم السابقة، وبدقة أكبر حيث تم تحديد أوقات الصلوات وبداية دخول الأشهر وخروجها بدقة أكبر، من خلال المتابعة والجهود الحثيثة التي يبذلها رئيس اللجنة العليا للتقويم البحريني الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، كما تضمن التقويم تحديد وقت دخول الثلث الأخير من الليل للمهتمين بقيام الليل.

صور


وأشار د. المفتاح إلى أن التقويم اشتمل أيضا على أدوار القمر والطوالع وأبرز الظواهر الفلكية والأقوال المأثورة والحكم ومناسبات العام الدينية، والأصل في القرآن الكريم والسنة النبوية لتحديد المواقيت، وفضل الصلوات في وقتها وأذكار اليوم والليلة والأحداث الدينية والتاريخية، وطريقة تحويل السنة الهجرية إلى ميلادية والعكس، وتحديد الأوقات الغروبية إلى زوالية والعكس وغيرها من المعلومات الشرعية والدينية.

صور


وبين د. فريد أن الرؤية الشرعية معتمدة لاحتساب دخول الأشهر والأعياد وغيرها، واستثني التقويم من هذا، أخذا بالأحاديث النبوية التي تتطرق للرؤية في احتساب الأشهر، ويتم أيضا اعتبار الحسابات الفلكية.

وقال د. فريد أن روزنامة الزبارة والبحرين لها عمق تاريخية كوثيقة موجودة تؤكد على العلم الواسع والغزير الذي تتميز به البحرين وأن بها علماء أجلاء، وقد ارتكزنا عليها حتى لا يكون اجتهاد اللجنة فقط لإصدار التقويم، وحتى يعلم الناس أنه توجد معلومات تاريخية في هذا التخصص.

وحول التغير في وقت صلاة العشاء أكد المفتاح أن المغرب والعشاء بينهما وقت مشترك ولا يوجد تحديد دقيق بعدم جواز الصلاة في تلك الأوقات، وكذلك الأمر بين الظهر والعصر، وجاز فيهما التأخير والتبكير شرعا.

صور


وأشاد عضو اللجنة العليا للتقويم البحريني د. وهيب الناصر بالتوجيه الملكي الخاص بإصدار التقويم والذي اتخذ الحساب الفلكي لتحديد مواقيت الصلاة، مستعرضا كيفية تحديد دخول وقت الصلاة، تاريخيا والمؤتمرات التي ناقشت الأبحاث التي ناقشت مواعيد بدء صلاة الفجر والعشاء، بحسب عدد الفوتونات الواقعة على عين المشاهد والتي حددت بـ 200 فوتون، وتم اعتماد هذه المنهجية الخاص بقرص الشمس ومروره بخط الزوال.

وكذلك أوضح تحديد باقي الصلوات باعتماد المنهجية الخاصة بالعلامة الزواوي، واستنادا للأحاديث النبوية، منوها أيضا بالأخذ في الاعتبار انكسار الضوء في حساب صلاة المغرب، وقال إن صلاة العشاء يتم تحديدها بانخفاض الشمس أسفل الأفق بـ 18 درجة وعدم رصد أي فوتون ويكون الظلام دامسا.

وأشار إلى التعديلات التي حدثت في التقويم الجديد، حيث تمت مراعاة الامتداد الجغرافي لمملكة البحرين بموقعين جغرافين، حيث اعتمد أقصى شرق جزيرة دلمونيا لحساب وقت دخول الفجر والشروق، وغرب مدينة سلمان لحساب وقت دخول العصر والعصر والمغرب والعشاء، وقال إن الفارق بين التقويم الجديد والقديم ما بين دقيقة إلى دقيقتين، مؤكدا أن التقويم الجديد اعتمد مساحة 25 كم بين المنطقتين المذكورتين، حيث يتم عادة احتساب التوقيت الموحد لمساحة ما بين 100 – 50 كم.

ولفت د. وهيب إلى أن صلاة العشاء كانت تحدد بتسعين دقيقة بعد صلاة المغرب، لكن من الناحية الفكلية يحدث فارق في الصيف والشتاء، حيث تقل في الشتاء إلى 75 دقيقة وتم اتخاذ الفارق الفلكي، حيث سيبدأ تطبيق ذلك في التقويم الجديد وسيظهر فارق حوالي 8 دقائق بين موعد صلاة العشاء السابق والحالي والذي سيبدأ من بداية العام الهجري.

وحول صلاة العيد تم اتخاذ قدر رمح من ارتفاع الشمس والذي يبلغ 4 درجات بحسب المراجع والأحاديث وحتى الأشعار التاريخية في هذا الصدد.

وأكد الدكتور وهيب أن التقويم الجديد يتخذ المعايير الفلكية السابقة في تحديد رؤية الأهلة وتحديد دخول الأشهر، موضحا أن ذلك الأمر خارج عما تطرق إليه التقويم الجديد، كما بين أن تحديد أوقات الصلوات في السابق شابه خطأ في التجربة، لافتا إلى دور الإمارات في عمل تجارب علمية دقيقة ساهمت في الرصد العلمي الصحيح.

وفي السياق ذاته أوضح د. محمد العثمان عالم الفيزياء والفلك، أن اعتماد أوقات الصلوات ارتباطا بخط الزوال، موضحا أن قطر الشمس حوالي ربع درجة ويستغرق عبوره في المتوسط دقيقة و 4 ثواني، ويتم حساب المسافة بين الأرض والشمس لقياس زمن العبور للقرص كاملا، والتغير في تلك المسافة يؤثر على الوقت، ويحدث هذا التغير عادة في شهر يناير من كل سنة حيث يستغرق العبور دقيقة و 5 ثواني، واكثر مسافة بين الشمس والأرض في شهر يوليو حيث يستغرق العبور دقيقة و 3 ثواني، وقال إن الفروق بالثواني تترجم لأقرب دقيقة في التقويم.

وحول صلاة العشاء، لفت د. العثمان إلى أنها ستشهد اختلافا في التقويم تبعا للمنهجية العلمية الخاصة بالعلامة الزواوي واعتمادا على الشفق الفلكي، حيث تصل الشمس إلى 18 درجة، وقال إنّ أدنى فارق بين موعد صلاة المغرب وبين صلاة العشاء هو ساعة و14 دقيقة، ويكون في يوم 21 مارس ويوم 22 سبتمبر، فيما سيكون الفارق بين موعد صلاة العشاء القديم والمحدّث في الأول من المحرّم 1443هـ الموافق 9 أغسطس 2021م هو 8 دقائق، حيث سيحين موعد صلاة العشاء في الساعة 19:49بدلاً من الساعة 19:41.