نشرت القيادة العسكرية المركزية الأمريكية نتائج تحقيق أجرته حول الهجوم على ناقلة النفط «إم تي ميرسر ستريت» وخلصت فيه إلى أنه في 29 يوليو قامت طائرتان مسيرتان مفخختان بمهاجمة الناقلة وأخطأتا الهدف، قبل أن تهاجم ثالثة «محملة بمتفجرات ذات استخدام عسكري» السفينة، وهي إيرانية الصنع بناء على قطع عدة من الطائرة الثالثة.

وحتى يتمكن المراقب من التنبؤ بسلوك طرفي القضية وهما العالم وإيران، يجب أن يطرح التساؤلات الصحيحة، فعلة فهم العلاقات الدولية ليست في قلة المعلومات، لكن في عدم القدرة على تصنيف المعلومات المتاحة وسياقات تشكلها؛ والمعلومات تقول إنه تمت إدانة إيران علنياً من توعد أنتوني بلينكن بـ «رد مشترك» على طهران، ومن تحميل وزراء الخارجية في دول مجموعة السبع إيران المسؤولية، وتقديم بريطانيا شكوى لمجلس الأمن بأدلة تورط طهران، فهل تقود الإدانة إلى عقاب؟ وهل يريد الغرب معاقبة إيران فعلاً؟

سيكون العقاب الدولي بتوسيع العقوبات الاقتصادية أو ضرب بعض الفصائل الموالية لإيران في سوريا والعراق، لكن لن تهاجم الأراضي الإيرانية من أجل ناقلة واحدة. فهل ستصمت إيران؟ سيكون الرد الإيراني كالعادة ليس فورياً وشكلياً كالانسحاب من مفاوضات الاتفاق النووي، وإطلاق يد الحوثي لقصف السعودية. فالمتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية العميد أبو الفضل شكارجي يتهم أمريكا وبريطانيا وإسرائيل بـ«ضرب أمن المنطقة»، ثم يضيف «الإعلام السعودي انضم إليهم لتشديد الإيرانوفوبيا «وقد سبق لشريعتمداري رئيس تحرير «كيهان» أن قال: الرد الإيراني سيصل مقر الأسطول الخامس بالبحرين، والمصالح البريطانية في الخليج.

وتمثل القرصنة الإيرانية تهديداً إقليمياً بأتم معنى للكلمة، وقد توسعت طهران في أجندتها لتشمل بحر العرب وخليج عمان، مما دفع تل أبيب إلى التواجد، وخلق جيرة بحرية مع طهران تشي بتكرار الصدام بينهما مرات عدة.

كما حكم إبراهيم رئيسي على نفسه بالعزلة مبكراً كنوع من الانتحار السياسي الدولي، فلم يكسب إلا المتشددين وسط توتر بحري.

بالعجمي الفصيح

التهدئة معركة إعداد، والعقاب الغربي المنتظر من المفروض ألا يستثني الحوثيين، فإدخال السعودية من قبل طهران يعني أن يد إيران هم الحوثة، ويجب كسرها.