أيام وينتهي موسم عاشوراء ويبدو أن السواد الأعظم ممن يشارك في هذا الموسم التزم التزاماً جيداً حتى الآن بالتعليمات التي تحافظ على الصحة العامة في ظل الوباء. وإن دل ذلك على شيء إنما يدل على ارتفاع الوعي لدى الناس ورغبتهم في أن تمضي هذه الأيام دون إصابات قد تؤدي لا سمح الله إلى فقدان الأعزاء.

من جانب آخر و رداً على كثير من أصوات النشاز الخارجية التي تزعجنا بين فترة وأخرى وتحاول أن تكذب حول مساحة الحرية المتاحة لممارسة الشعائر الدينية، فأهل البحرين في هذا الموسم ردوا عليهم وأسكتوهم من خلال إحياء ذكرى عاشوراء في الشوارع والأحياء وفي الهواء الطلق وبكل حرية وكما جرت العادة منذ مئات السنين. فلا توجد قيود تذكر على من يريد ممارسة شعائره طالما التزم بقوانين البلاد التي تضمن سلامة وأمن المواطن والمقيم (وحالياً طالما التزم بالاحترازات الصحية).

ونذكر أن البحرين هي الدولة الوحيدة في العالم التي تمنح إجازة رسمية خلال التاسع والعاشر من محرم تقديراً للمناسبة الدينية.

كما أن البحرين تعد من أكثر بلدان العالم كثافة بالمآتم مقارنة بعدد سكانها ومساحتها والذي يصل عددها إلى ما يفوق ١٥٠٠ مأتم.

وقد حرصت قيادة البحرين ومنذ القدم على المحافظة على المآتم وإعطاء التراخيص لفتح المزيد منها في كل فترة وحسب الحاجة.

وموسم عاشوراء في البحرين ليس للبحرينيين فقط للعلم، فالكثير من أبناء الخليج يزورونها لإحياء المناسبة الدينية. ويعود ذلك للتميز الذي تعرف عنه البحرين في إحياء المناسبة مقارنة بدول المنطقة، فالمدن الكبيرة كالمنامة والمحرق لا تنامان خلال الليالي الأولى من محرم وكذلك هو الحال في الكثير من القرى. هذا بالإضافة إلى مرونة تسيير مواكب العزاء في الخارج والذي تتكفل الدولة منذ زمن بعيد بتوفير كل الإمكانيات الأمنية والصحية لها لتسير بسلام.

في الختام، نحيي رؤوساء المآتم ومن في حكمهم والمشاركين في ذكرى عاشوراء على حرصهم على الالتزام بالاحترازات الصحية ونتمنى أن يختتم الموسم بدون صعوبات صحية وبدون (تسييس).