إن من أفضل مظاهر إحياء ذكرى عاشوراء، هو الالتزام التام بمبادئ الإمام الحسين(ع) في كل تفاصيل الحياة. فالالتزام بالنظام والفضيلة والقيم الأخلاقية واحترام الإنسان والتسامح والمحبة وحفظ القانون، هو الالتزام بخط الإمام الحسين ونهجه. فلا شعارات تعلو في ذكرى عاشوراء على التمسك والالتزام بنهج صاحب الذكرى بصورة عملية، وذلك بعيداً عن الشعارات البراقة التي تحاول أن تحوِّل الحسين إلى قيمة سطحية رنانة في عالم مشحون بالنفاق والشهرة.

من يحب الإمام الحسين، فعليه أنْ يثبت للعالم مدى تمسكه بأهدافه وقيمه ومبادئه. أنْ يؤمن بشعارات الحسين لا بشعاراته هو. ومن أهمِّ شعارات الحسين، هو تجسيد مُثل وقيم النُّبل والخير والإصلاح والصلاح داخل النفس والمجتمع أيضاً.

وفي عصرنا الراهن، فالالتزام بالحسين، هو الالتزام بالشجاعة والنظام والنظافة وتطبيق القانون وعدم مخالفة ما من شأنه أن يضر بالمصلحة العامة. فمن لا يقبل بالعمل بهذه القيم الأولية، فهو عن اتباع الحسين في بقية مبادئه الكبرى، أعجز.

في البحرين وفي ظل هذه الظروف الصحية الصعبة، ولأجل الالتزام بنهضة الحسين وقيمه المخفيَّة، على الجميع أن يحافظوا على الهوية الحسينية بتطبيق الاحترازات الطبية الخاصة بجائحة كورونا، وأن يلتزموا حرفياً وأكثر بمراعاة كل الإجراءات الطبية، كالتباعد الاجتماعي، ولبس الكمامات، والابتعاد عن التجمعات الخطرة، والسعي لأخذ اللقاحات الخاصة بـ(كوفيد 19)، وعدم توزيع الأكل والشرب في ظل هذه الظروف الصحية الحساسة. هذا النوع من الالتزام الإنساني في أيام عاشوراء، يعتبر من أشرف وأهم الالتزامات كلها خلال هذا الموسم الاستثنائي.

إن الالتزام بكل هذه التعليمات، هو التزام بخط الحسين ونهج الحسين وقيم الحسين. كما أن المحافظة على النظافة العامة، وعدم رمي المخلفات وسط الشوارع، والالتزام بكل ما هو نظيف ومنسَّق سيعطي للجميع انطباعاً مهماً جداً، وهو أن صاحب الذكرى، هو ذلك الإنسان الذي يتحرك فينا وفي كل تفاصيل مظاهر حياتنا، وذلك حين تنعكس نهضته وثورته الإنسانية على كل جانب من جوانب وجودنا، فنكون دعاة للحسين بغير ألسنتنا، بل بأعمالنا وثقافتنا وتحضّرنا والتزامنا، وهذا أهم ما يمكن الكلام عنه في ظل عالم باتت فيه الشعارات أقوى من كل القيم الإنسانية.