يبدو أن مرتزقة النظام الإيراني يسعون جاهدين هذه الأيام لإقناع الشارع البحريني بوجود تقارب خليجي / إيراني وبالذات مع الشقيقة الكبرى المملكة العربية االسعودية، مسوقين لأعذار أهمها الحرص الذي أكد عليه الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي في ذلك التقارب .

مرتزقة النظام الإيراني المقيمون في أغلى المدن الأوروبية وغيرها، يحاولون تحسين صورة النظام الإيراني، وترجمة تصريحات رئيسه الجديد بنوايا حسنة، خاصة وأن التقارب وإعادة العلاقات الدبلوماسية مع السعودية سيكون باباً كبيراً تلج منه إيران إلى مملكة البحرين، في ظل وجود بوادر سابقة وحالية، كدعوات قطر وعمان الدائمة للحوار مع إيران، وأيضاً تعيين أمير عبداللهيان الخبير في الشؤون الخليجية وزيراً لخارجية إيران.

أعتقد أن القصد من رغبة النظام الإيراني بالتقارب مع الجوار الخليجي، واستماتة مرتزقته في حدوث هذا التقارب في أسرع وقت، ليس من أجل تطوير العلاقات الثنائية كما هو الحال الطبيعي بين الدول، ولكن القصد هو إعادة دولنا الخليجية وبالذات البحرين إلى المربع الأول، من حيث محاولة تنفيذ ربيع عربي ثانٍ ناجح بعد فشل الأول في 2011، فالتقارب مع إيران يفتح أبواباً سبق وأن أغُلقت بعد قطع العلاقات مع إيران، مثل تهريب الأسلحة وتدريبات عسكرية لبحرينيين موالين للنظام الإيراني في معسكرات بإيران أو تابعة لها في العراق ولبنان برعاية حزب الله، لتخطيط وتنفيذ أعمال إرهابية في المملكة، ولا ننسى تخصيص النظام لسفارته في المملكة وكراً للتجسس والتخطيط الإرهابي والتدخل في شؤون البحرين الداخلية ودول الخليج العربي، حتى بلغ ذلك ذروته في 2016 عندما قررت المملكة قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران وإغلاق سفارتها بالمنامة.

وبعد كل ذلك، هل يطلب هؤلاء التقارب مع إيران من جديد، لأن فقط إبراهيم رئيسي يريد ذلك؟ وتقديم الأعذار لذلك التقارب مثل إيران دولة جارة لابد من الحوار معها، وعفا الله عما سلف، وعلينا النظر للمستقبل، وغيرها من تلك الأعذار التي يسعى أغلب مرتزقة النظام الإيراني للترويج لها هذه الأيام.

إن دعاة التقارب مع إيران سواء دولاً أو منظمات أو خونة، مهما قدموا من أعذار لحدوث هذا التقارب فهم واهمون، فكيف نعاود الحوار مع نظام لم يزل آثار فأسه موجودة في دولنا ؟ كما أن التاريخ أثبت فشل المحاولات السابقة في التقارب مع هذا النظام ، سواء في بداية التسعينيات أو بداية الألفية الجديدة، لأنه باختصار نظام قائم على التفرقة والتمييز والطائفية والسعي لبسط نفوذه على خليجنا العربي، ومن أجل ذلك، فإن العقل والمنطق والدروس السابقة التي مررنا بها تؤكد أنه لا يمكن التقارب أو حتى الحوار مع هكذا نظام.