أظهرت بيانات حكومية ارتفاع حجم تداول العملات الرقمية في البحرين بنسبة 1500% في الربع الأول من العام الجاري وبإجمالي 143مليون دينار، بعد أن كانت 9 ملايين دينار فقط في الربع الأول من العام الماضي.

وهذه البيانات أفصح عنها المصرف المركزي مشيراً إلى أنه قد أنشأ «وحدة التكنولوجيا المالية والابتكار»؛ ومهمتها إجراء أبحاث حول الابتكارات المالية ووضع إستراتيجيات للاستفادة من التكنولوجيا الناشئة، وخلال العامين الماضيين استطاعت شركتان أن تحصلا على ترخيص بمزاولة خدمات العملات الرقمية، وهو ما أعطى زخماً لعمليات شراء تلك العملات وبما يؤكد أنها أحد الأسباب الرئيسة في ارتفاع الطلب عليها.

وعلى الصعيد الدولي بدأ بنك جي بي مورجان بمنح العملاء الأفراد إمكانية الوصول إلى بيتكوين، واعتبر خبراء هذا القرار اعترافاً واستسلاماً من البنك الأبرز في أمريكا للعملات الرقمية، بعدما كان رئيسه التنفيذي يهدد الموظفين الذين يتداولون البيتكوين بالطرد من العمل.

وقبل هذا القرار بشهرين أعلن المصرف المركزي تعاوناً مع شركة جي بي مورجان وبنك ABC في مشروع تجريبي للاستفادة من أبرز التقنيات المتعلقة بالعملات الرقمية، وفي هذا مؤشر كبير على أن البحرين تتابع وبقوة ما يجري في عالم العملات المشفرة وأستطيع القول أننا اليوم ننافس في هذا التطور على المستوى الدولي.

لقد كانت البحرين منذ أكثر من مائة عام مركزاً مالياً مرموقاً، وأرى أن ما يحدث اليوم من نشاط مالي رقمي في المملكة يؤكد أننا سنمتلك الريادة في هذا المضمار الواعد، خاصة وأن الثقة المتنامية في تداول العملات الرقمية ارتفع بعد وضع إطار عمل البيئة الرقابية التجريبية، وتشديد المصرف المركزي على اهتمام البحرين بحماية حقوق المستثمرين، حيث وضع المصرف مجموعة من التدابير لحماية حقوق المستثمرين وذلك بتعزيز العناية بالعملاء الجدد؛ وتوفير المتطلبات التي تضمن عدم الاحتفاظ بأي حسابات آمنة مشفرة أو «محافظ» لا يمكن استرجاعها؛ وتوفير التغطية التأمينية، وتوعية العملاء بأهمية استخدام المحافظ الآمنة.

كلمة أخيرة.. شعور كبير بالفخر والاعتزاز بإحدى الكوادر النسائية الوطنية، في مجال التكنولوجيا المالية وهي الزميلة ياسمين آل شرف التي اختيرت للسنة الثانية على التوالي ضمن الشخصيات النسائية الرائدات في مجال التكنولوجيا حول العالم، من قبل مؤسسة Innovate Finance البريطانية.. وها هي المرأة البحرينية تثبت نفسها من جديد.