الحياة مليئة بالمطبات، تأخذنا الحياة يمنة ويسرة، أحياناً فوق وتارة تحت، ولا يمكن أبداً لأي إنسان مهما بلغت مكانته أو عظمته أو سلطته يظل كما هو، لا يمر بمطبات الحياة أو يتأثر بها ولو بالشيء البسيط، ولكن يقيناً لا شيء يدوم على حاله الفرح والحزن والعسر واليسر، هي مراحل نمر بها ليوم حلو ويوم مر، مثله مثل جمالك الخارجي يمسحه الكبر والتجاعيد، وقوتك تخونك بالوهن، وصحتك يجرها المرض إلى قعر لا تعلمه، والعمر ينتهي في لحظة، كنت وأصبحت ذكرى، لا شيء يبقى كما هو، نمر في سكك كثيرة نتعثر ثم نقوم ونواصل وننجح ونتعثر بعدها وهكذا لا شيء يستكين ولكن علينا أن نختار برغم ضعفنا وحزننا هل نستمر أو أن ننهض وننفض عنا التراب والمواجع والحزن والمنغصات وكل أمر قد يعرقل مسيرتنا في الحياة أو يهدد أماننا أو يشتت أحلامنا.

محطات العمر مليئة بالذكريات الجميلة والتعيسة وخيبات وآمال متجددة في كل مرحلة يجرها المرء معه أو تجره إليها وشجاعته بأن يبقى مع الماضي أو يركلها كتجربة مر بها واهتدى، جميعنا نحمل معنا حقائب العمر، طفولتنا شبابنا وذكريات لتجارب ننسجها إلى ما بعد الشباب، وعند كل دمعة ينتظرنا المطر وعند كل ألم يستقبلنا الزهر وعند كل عثرة تفتح الأبواب وعند كل فقد هناك الصبر الجميل، وهكذا تمضي الأيام لا شيء يدوم وكل شيء هالك أمام أقدار رب العزة والجبروت.

الكمال لله ولا يوجد على هذه الكرة الأرضية شخص ملك السعادة أو لم يفارقه الحزن، كل فرد أو أسرة على سبيل المثال لديه ما ينغص حياته أو يجرها إلى ركن مظلم، هناك أسرة ينقصها المال وهناك أسرة حرمت من الأولاد وهناك امرأة لم تتزوج أو رجل أرمل، هناك من هو شقي في وظيفته أو أولاده أو زوجه، هناك من يعاني الفقد والهجر هناك من يبكي على وطن، هناك من تعثر وفقد النفس والنفيس، وهذا يجعلنا ندرك أن الحياة دار شقاء ومن يتعكز بالصبر والأمل والإيمان هو بالتأكيد الرابح، يساير الخسارة حتى لا يتقوقع داخل الحزن الموحش والمظلم، والحياة مهما تصفعنا جانبها الأخر ينتظرنا بالورد والترحيب والحياة جميلة برغم مرارتها جميلة مع من نحب ونعشق مع من يبادلنا المودة ويهتم بنا ويتقبلنا كما نحن من يذكرنا دائماً بأن كلَّ مُرٍّ سَيَمُرُ.