« إن إهانة الإنسان العربي وإذلاله بذريعة تحرره هما إعلان احتقار وكراهية له» «أنت في كرنفال الحرية وأنت تلميذ عربي مبتدىء يدخل روضة الديمقراطية تنتمي إلى شعوب قاصرة اعتادت بذل الدم والحياة ونخر حياة أبنائها قرباناً للنزوات الثورية للحاكم ودرجت على تقديم خيراتها للأغراب، من يأتي لنجدتك وإلى من تشكو مظلمتك ؟ الشعوب التي لا قيمة للإنسان فيها، التي تفتدي بالروح والدم جلاديها لن يرحمها الآخرون !»

نجدنا نستحضر هذه الكلمات من كتاب قلوبنا معهم وقنابلهم علينا للرائعة أحلام مستغانمي ونحن نراقب الوضع المأساوي الحاصل في قطر الشقيقة، إن كان هناك ثمة قائل هذا شأن داخلي قطري وليس علينا أن نتدخل فيه من باب احترام سيادة دولة قطر فنرد عليه بالقول: نعم هو شأن داخلي قطري ولن نتدخل إلا في الجزئية التي تخصنا كبحرينيين وكخليجيين فهناك حقائق تاريخية لا تلغى ولا تحرم علي ما حللته على نفسك فنحن بالأصل لم نعرف عن نظام قطر إلا تدخله الدائم في شؤوننا وخرقه للأعراف والقوانين الدولية والوضع الحاصل اليوم في قطر بالذات يؤكد عدالة قضيتنا البحرينية ويكشف زيف كل المبررات التي ادعاها نظام قطر وهو يمارس عدائيته جهوراً ضدنا، فما حصل مرآة عكست قيم ومبادىء هذا النظام المتناقض الذي كان منذ الأزل معادياً لقيادة وشعب مملكة البحرين ولم يترك شاردة وواردة تخص الشأن البحريني إلا ودس أنفه فيها تحت ذريعة دعم أوجه الحريات والديمقراطية وأنه مع حق الشعوب في اختيار قرارتها فيما نرى الآية مقلوبة عندما يأتي الموضوع إلى حق الشعب القطري وحقوقه الديمقراطية.

لأشقائنا الأعزاء في قطر هل استوعبتم اليوم معنى كلماتنا ونحن نقول لكم عندما نناقشكم عن حقيقة سياسات نظامكم المخدوعين فيها: كان الله في عونكم وأنتم ضحية تضليل إعلامي وخداع ؟ رغم أن قنابل إساءاتكم الفادحة ضدنا مستمرة إلى يومنا هذا إلا أن قلوبنا معكم! هل تفهمتم الآن عندما كنا نقول إن قناة الجزيرة لا تعكس الرأي والرأي الآخر وأنها أداة لتضليل الرأي العام ونشر الفتن وأن تجاهلها للشأن القطري الداخلي يؤكد زيف شعارات الديمقراطية ودعم الحريات التي تدعيها ؟

من بين كل الأحداث الجارية فيما يخص قانون انتخابات مجلس الشورى يطرأ في البال سؤال: ما الذي يخاف منه نظام قطر بحيث أوجد هذه الشروط المجحفة التي تحمل نوعاً من التمييز والعنصرية والتقسيمات غير العادلة تجاه مكونات في المجتمع القطري لها تاريخها الممتد في دول الخليج العربي ولها حق أصيل في الهوية القطرية أمام العالم ؟

لأشقائنا في قطر، نحن شعوب لا تعرف الشماتة لذا لن نشمت إنما سنحترم صدمة الوعي المتأخرة التي تمرون فيها، كل التعاطف والأمنيات الصادقة بأن يحفظكم الله ويكفيكم شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.

إحساس عابر

كنا قد أشرنا في أحد المقالات بمدى التنظيم الرائع لمستشفى الملك حمد خلال أحلك الفترات في جائحة كورونا وسلاسة الإجراءات التي تم اتباعها في سبيل حماية المرضى وهو ما يميز تجربتنا الطبية البحرينية أمام العالم الخارجي ونود هنا أن نتوجه بجزيل الشكر والتقدير إلى القائمين على المستشفى وعلى رأسهم قائد المستشفى اللواء طبيب سلمان بن عطيه الله آل خليفة على اهتمامه ومتابعته الشخصية للحالة الصحية الحرجة للإعلامي محمد الشروقي فخلال أقل من 48 ساعة أصدر توجيهاته السديدة وكلف المسؤولين بتوفير العلاج المناسب له مما يؤكد حرص المسؤولين بمملكة البحرين لدينا على الاهتمام وتقدير الكوادر الإعلامية وهذا شيء ليس بمستغرب من معاليه كقائد وطني فهناك الكثير من البصمات الإنسانية الخيرة له على أبناء البحرين .