الساعات المتبقية من عشرة عاشوراء مقلقة دائماً، ففي التجمعات التي تتواجد فيها أعداد غفيرة يمكن أن يحدث ما يعكر الصفو في لحظة ويفشل الجهود التنظيمية المبذولة . وبسبب استمرار تواجد فيروس كورونا (كوفيد 19) بيننا فإن القلق لن ينتهي بنهاية هذا اليوم، ذلك أن آثار الاختلاط - رغم التزام جميع المشاركين في هذه المناسبة العظيمة بالإجراءات المقررة من قبل الفريق الوطني - لا تظهر في نهاية هذا اليوم ، ما يعني أن القلق سيستمر لأيام عديدة. والحكم هو مؤشر أعداد المصابين بالفيروس.

المرجو هو أن يمر الأسبوعان التاليان لهذه العشرة بسلام ويتأكد الجميع أن أعداد المصابين بالفيروس ظلت في الحدود التي كانت عليها قبل بدء فعاليات وأنشطة عاشوراء التي توسعت هذا العام فشملت السماح بفتح مآتم النساء (300 مأتم) وتوفير تسهيلات أكبر.

حصول هذا الأمر انتصار سيفرح الجميع وسيؤكد أموراً ليس أولها نجاح الخطط التي تم وضعها وتعاونت على تنفيذها أجهزة الدولة المختلفة ووزارتا الداخلية والصحة على وجه الخصوص والمحافظات وهيئة المواكب الحسينية ورؤساء المآتم والمشاركون في عزاء سيد الشهداء عليه السلام وليس آخرها توفير المثال على تحضر شعب البحرين ورقيه وقدرته على إنزال الهزيمة بفيروس لا يزال يرعب العالم ويقلقه.

القلق الأكبر سيظل ينتاب الفريق الوطني المعني بمكافحة الفيروس طوال الأسبوعين المقبلين، وزواله بشارة لأولياء أمور الطلبة في جميع المراحل الدراسية ملخصها أن العام المدرسي الجديد الذي يقترب سيكون طبيعياً وأن الحياة يمكن أن تعود إلى ما كانت عليه قبل توحش كورونا قريباً.

الحديث عن تجمعات عاشوراء ليس إلا مثالاً كون المناسبة هي الحدث الأبرز في هذه الفترة ، ذلك أن الفيروس يمكن أن ينتشر ويتمكن وتفشل من ثم كل جهود الفريق الوطني والملتزمين بالتعليمات من خلال التجمعات على اختلافها، وهذا يعني أن المسؤولية تقع على الجميع من دون استثناء وفي كل حين ... حتى مع توفر الأمثلة على تحضر شعب البحرين.