على الصفحة الأولى للديلي ميل صورة كبيرة على كامل الصفحة لجنود يحملون تابوتاً مغطى بالعلم الأمريكي، وكتب العنوان التالي "لماذا إذاً مات هؤلاء؟"

هذا هو السؤال الذهبي الآن في الإعلام الأمريكي بكل اتجاهاته الديمقراطية والجمهورية، الجميع يسأل لماذا إذاً إن لم يكن من أجل الديمقراطية، إن لم يكن من أجل بناء دولة، إن لم يكن من أجل القضاء على طالبان، فلماذا إذاً مات هؤلاء الشباب الأمريكي؟

لماذا إذاً يجلس الجنرالات الأمريكيون بكل تيجانهم ونجومهم وهيبتهم وثقلهم مع قيادات طالبان في الدوحة ويتفاوضون على نقل السلطة لهم؟ أليسوا هم من يرعون القاعدة التي فجرت البرجين في 11 سبتمبر؟ ألم نغزو أفغانستان للقضاء على القاعدة ومن يحتضنها؟ ألم ندفع كل هذه التكلفة العالية من الأرواح والأموال لمحاربة هؤلاء لجعل العالم أكثر أمناً؟

كيف سمحنا للدوحة باستضافتهم وفتح مكاتب لهم ولقناة الجزيرة أن تتنقل معهم؟ ما هذا التناقض؟ هذه رعاية تامة واحتضان تام للقيادات الإرهابية بين الولايات المتحدة الأمريكية وقطر واضحة وصريحة ولا تحتاج لدليل كما قالت إحدى الصحف البريطانية وهي تتابع تغطية قناة الجزيرة لتحركات طالبان.

أسئلة كثيرة أثارها الانسحاب المشبوه للقوات الأمريكية من أفغانستان حول السبب لهذه الحرب من الأساس، ألم نحتفِ بالسيدات اللاتي حاربن وتصدين لطالبان ومنحناهن الجوائز وكرمناهن، ثم الآن نسلمهن إلى طالبان مرة أخرى لماذا إذاً؟

لماذا إذاً؟ دفعنا هذا الثمن العالي والغالي؟

وفقاً لمجلة فوربس أنفقت الولايات المتحدة الأمريكية 2 تريليون دولار خلال العشرين عاماً في أفغانستان

300 مليون دولار يومياً

50 ألف دولار لكل أفغاني حسب تعداد أفغانستان لأربعين مليون أفغاني

ما أنفقته الولايات المتحدة الأمريكية في أفغانستان يفوق ما أنفقته أكبر ثلاث شبكات شبكة تجارية أمريكية

كلفة تدريب الجيش الأفغاني كانت 85 بليون دولار والذي سقط وسلم أسلحته في أسبوع!!

750 مليون دولار رواتب الجيش الأفغاني كل عام.

الخسائر البشرية

47 ألف أفغاني مدني قتلوا

69 ألف رجل أمن أفغاني قتلوا

3500 قتيل من دول التحالف 2500 منهم من الأمريكان

4 آلاف مقاولون أمريكيون

51 ألف شركات أمنية

علاج 20 ألف أمريكي مصاب كلف ما مقداره 300 بليون دولار

ومتوقع أن يكلف نصف تريلون علاج البقية

يتوقع باحثو جامعة بروان الأمريكية أن 500 بليون دولار أرباح دفعت للبنوك التي مولت هذه التكلفة الخرافية ويتوقع أنه مع نهاية 2025 ستصل أرباح تلك البنوك 6.5 تريليون دولار.

بمعنى أن المواطن الأمريكي دفع 20 ألف دولار من جيبه لتمويل هذه الحرب.

أوباما أغلق خاصية التعليقات لأن المتابعين لحسابه صدعوا رأسه وهم يطرحون هذا السؤال عليه لماذا إذاً؟

ختاماً

أنتم حلفاؤنا نعم، لدينا معكم علاقات متينة نعم، مصالح مشتركة نعم، ونعمل على تطويرها نعم، ولكن (إياني وإياكم) تشغل وزارة الخارجية الأمريكية أو أي هيئة أمريكية نفسها بكتابة تقارير تقييم فيها أداء الدول لحقوق الإنسان أو لوضع المرأة أو للفساد أو التنافسية أو الشفافية أو أو أو (إياني وإياكم) حتى لا تسمع كلاماً يستشهد فقط بقصة أفغانستان، حفاظاً على ما تبقى من سمعة وهيبة وقيمة.