تفاعل كبير شهدته الأوساط البحرينية المختلفة مع الكلمة السامية التي ألقاها صاحب الجلالة الملك حمد حفظه الله ورعاه بمناسبة اختتام شعائر عاشوراء هذا العام، والتي تقام في ظروف استثنائية بسبب جائحة كورونا، ومثل إقامتها تحدياً للجميع ضمن تحملهم للمسؤولية تجاه الوطن وأهله والمقيمين فيه.

جلالة الملك حفظه الله، والد الجميع، والقائد الإنسان ورمز السلام والتعايش فيما يقدم عليه من أفعال وفيما يصدر عنه من أقوال منح التقدير السامي من قبله لكل شخص بذل جهوداً مخلصة لإنجاح شعائر عاشوراء وضمان إتمامها بشكل يضمن فيه سلامة الجميع، وهو ما حصل بشكل عام عبر تميز هذا الموسم بشكل واضح في السعي للحفاظ على صحة وسلامة كافة أفراد المجتمع مثلما بين وأشاد جلالة الملك.

هذا النجاح يؤكد على قيم البحرين الحافظة لنسيجها الاجتماعي وتعزيزها للحمة الوطنية والتعايش وحماية من ملكنا وبلدنا للحريات الدينية واحترام التعددية المذهبية، وهو ما يعزز مكانة البحرين التي يحرص عليها جلالة الملك كبلد متحضر ينشد ويعمل من أجل السلام والإنسانية والحفاظ على حقوق البشر.

ملكنا الغالي قدر جميع الجهود التي بتضافرها نجحت البحرين في إحياء شعائر عاشوراء بأعلى درجات الأمن والسلامة وبما لا يعيق مساعي الناس لحضور الشعائر مع مراعاة الاحترازات والإجراءات الوقائية المعنية بالتعامل مع فيروس كورونا، خاصة وأننا قطعنا شوطاً كبيراً في اتجاه تحصين المجتمع البحريني عبر التطعيمات التي وفرتها الدولة مجاناً، وكذلك عبر الاهتمام بالناس ومعالجتهم ووضع الضوابط لحمايتهم.

الفريق الوطني بقيادة الأمير سلمان بن حمد ومساعيه الكبيرة ضمن أجهزة الحكومة المختلفة كان لها الدور الكبير في تحقيق هذا الهدف، وأيضاً تابعنا الجهود الإيجابية المقدرة التي قامت بها وزارة الداخلية التي كان أفرادها مثل خلايا النحل التي لا تهدأ عبر حرصهم على أمن الناس وسلامتهم وبتعاونهم اللصيق مع مجلس الأوقاف الجعفرية ورؤساء المآتم واللجان المشرفة على شعائر المناسبة من عاملين ومتطوعين، حيث يحسب لهم حسن التنظيم والالتزام وتطبيق الاشتراطات والتعليمات الوقائية وهو ما أسهم في أن تبرز البحرين بصورة نموذجية ومثالية في إحياء هذه المناسبة من خلال تعاون الجميع والعمل مع بعض لتحقيق الهدف المنشود.

ما شهدناه خلال الأيام الماضية هو تجسيد لتضافر الجهود وزيادة الوعي وتحمل المسؤولية من كل طرف مسؤول، وهو ما أكد عليه جلالة الملك حفظه الله، وهو الأمر الذي يترجمه ”الوطن“ عبر وحدة أبنائه وعملهم الجماعي وحرصهم المشترك.

بالتالي الشكر موصول لجلالة الملك الداعم الأول لإحياء كافة الشعائر الدينية في البحرين كعادة دائمة متأصلة عرفت بها أسرة آل خليفة الحاكمة على امتداد العقود، والشكر للأمير سلمان بن حمد على قيادته الفذة وجهوده النيرة، والشكر لكل الأجهزة المعنية والمآتم والخطباء وكل شخص كانت له بصمة ولو صغيرة في النجاح، وهذه هي البحرين الجميلة المتنوعة ذات الفسيفساء المجتمعي المترابط والذي نعتز به ونفخر، وندعو الله أن يجعله أقوى وأصلب وأكثر ترابطاً وتلاحماً، فلا شيء نملكه أغلى من هذا الوطن.