بعد عام تقريبا على مقتل مبتعثة سعودية، اتهمت الشرطة البريطانية ليلة أمس الجمعة مراهقا اعتقلته الثلاثاء الماضي بأنه قاتلها بتسديده 16 طعنة في رأسها وصدرها وعنقها وذراعيها، كما ظهرت أيضا أول صورة لناهد بنت ناصع المانع، القتيلة وعمرها 31 سنة في 17 يونيو الماضي، علما أن مواقع عربية إخبارية نشرت صورة في السابق، اتضح فيما بعد أنها ليست للمبتعثة، بل لمن اسمها شازيا أرشد.
قاتل ابنة عم وزير الصحة السعودي الأسبق، الدكتور حمد المانع، اعتقلته الشرطة لأنه كان يحمل سلاحا قرب موقع الجريمة التي حدثت في مدينة "كولشستر" البعيدة 90 كيلومترا عن لندن، حيث كانت المبتعثة تدرس الإنجليزية في جامعة "ايسكس" وتقيم منذ وصولها قبل 6 أشهر من مقتلها مع شقيق لها هناك اسمه رائد، وحين حققت الشرطة بشأن السلاح مع المراهق الذي لا يزيد عمره عن 16 سنة، وجدت فيه قرائن تشير إلى أنه قاتلها الذي تبحث عنه، وليس سواه، فاحتجزوه في مخفر الشرطة نفسها.
واليوم السبت سيمثل أمام محكمة في بلدة "تشيلمسفورد" بمقاطعة ايسكس، ليستمع من قاضيها أيضا الى اتهام ثان وجهوه إليه، وهو قتله لبريطاني اسمه جيمس آتفيلد بالطريقة نفسها التي قتل بها المبتعثة، أي بالطعن السكيني أو بأداة معدنية حادة كالسكين، إلا أن قتله لآتفيلد البالغ عمره 33 سنة، كان أبشع وأفظع، طبقا لما قرأت "العربية.نت" في موقع شرطة مقاطعة "ايسكس" التي لم تذكر للآن اسم المراهق، ولا جنسيته المرجح أن تكون بريطانية، لأنها نشرت بأنه من أهالي المدينة.
آتفيلد سقط قتيلا بأكثر من 100 طعنة سددها إليه المراهق في أنحاء عدة من جسمه بمارس العام الماضي، وأرداه مضرجا بدمه في حديقة بالمدينة، تماما كما فعل بناهد التي اضطرت إلى الابتعاث في "كولشستر" كي لا تخسر وظيفتها كمعيدة في "جامعة الجوف" الحاصلة منها على ماجستير، فمضت لتتابع دراسة الدكتوراه والتخصص بعلم الأحياء في جامعة "ايسكس" وهي الوحيدة بالمدينة، وفيها وفي 3 معاهد لتعليم الإنجليزية يدرس عدد من السعوديين، ممن يجمعهم ناد للمبتعثين أسسوه.
وليس من المعروف حتى اليوم الدافع وراء الجريمة التي ما زال الاعتقاد مستمرا بأنه كان واحدا من اثنين: مرض عقلي يعاني منه المراهق، أو كراهية للعرب والمسلمين محتدمة تعلّ فيه، لأن ضحيته السعودية كانت محجبة حين أقدم على قتلها، وتضع نقابا على وجهها يشير إلى ديانتها الإسلامية، وفق ما تبدو بالصورة المنشورة بعدد اليوم السبت من صحيفة "التايمز" البريطانية.
نراها أيضا محجبة يغطي وجهها نقاب في الفيديو الذي التقطته كاميرا مراقبة حين كانت متجهة في العاشرة والنصف صباحا من البيت الى الجامعة، وهو فيديو بثته "العربية.نت" حين كتبت عنها العام الماضي، وبعد تلك اللقطات بعشر دقائق تقريبا، برز لها فجأة على الطريق، وهاجمها بالطعن القاتل.
أما السرقة فاستبعدتها الشرطة، لأن الجاني اختفى بعد الجريمة من دون أن يسلب أي مال أو متاع كان بحوزة ناهد التي تم دفنها فيما بعد في مقابر "اللقائط" بمدينة "سكاكا" مسقط رأسها وعاصمة منطقة الجوف، المجاورة للحدود مع الأردن بالشمال السعودي. كما لم يسلب شيئا أيضا من آتفيلد الذي قتله قبلها، وبدافع غير معروف أيضا، وهو ما سيتم الكشف عنه إذا ما اعترف حين مثوله اليوم أمام المحكمة.
من الوارد أيضا بموقع شرطة "ايسكس" أن اعتقال المراهق تم في درب بالمدينة اسمه Salary Brook Trail وهو الذي تنشر "العربية.نت" صورته، وقريبا منه قتل جيمس آتفيلد في الحديقة يوم 29 مارس العام الماضي، وبعده بأقل من 3 أشهر قتل المبتعثة في ممر للمشاة بالمدينة البالغ سكانها 100 ألف، منهم 200 سعودي تقريبا بين طالب ومقيم.