خدمة تقصّي صحّة الأخبار بوكالة فرانس برس


ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي بلغات عدّة حول العالم منشورات تدّعي أن خمسة من السجناء السابقين في غوانتانامو عُيّنوا وزراء في الحكومة الجديدة لحركة طالبان. صحيح أن الرجال الظاهرة صورهم في المنشور كانوا فعلاً من المعتقلين في السجن الأميركي الشهير، وأنهم شاركوا بعد ذلك في مفاوضات السلام في الدوحة، لكن طالبان لم تشكّل حكومة بعد حتى تاريخ صدور هذا التقرير.

يظهر في الصورة، المتداولة بلغات عدّة حول العالم، خمسة رجال قالت المنشورات إنهم من قيادات حركة طالبان، أطلقت سراحهم الولايات المتحدة عام 2015، وإنهم باتوا يشغلون مناصب وزاريّة في أفغانستان، حيث أحكمت الحركة المتشددة سيطرتها على معظم المناطق، بما في ذلك العاصمة كابول في الخامس عشر من الشهر الجاري.

والرجال الظاهرون في الصورة هم محمد نبي عمري ذو الصلة بشبكة حقاني النافذة في حركة طالبان، وعبد الحقّ وثيق الذي أعُتقل عام 2001 فيما كان يشغل منصباً رفيعاً في استخبارات الحركة، ونور الله نوري، والي بلخ (شمال) في نظام طالبان، قبل اعتقاله عام 2001 أيضاً، ومحمد فاضل أحد القادة العسكريين للحركة، والقائد خير الدين خيرخواه الذي اعتقل عام 2002.


متى أطلق سراح الرجال الخمسة؟

في العام 2014، أطلقت الولايات المتحدة سراح هؤلاء القادة الخمسة مقابل إفراج حركة طالبان عن عسكريّ أميركيّ أمسكت به الحركة في حزيران/يونيو من العام 2009.

وكان إطلاق سراح القادة الخمسة من الشروط التي فرضتها طالبان على الأميركيين للشروع في مباحثات السلام التي أفضت إلى اتفاق تاريخي في الدوحة في شباط/فبراير 2020.

هل لهؤلاء الرجال دور سياسي الآن؟

شارك هؤلاء القادة في مفاوضات السلام بعد إطلاق سراحهم، وفق ما أعلن رسمياً متحدث باسم الحركة عام 2018.

ووثّقت عدسات مصوّري وكالة فرانس وجود نور الله نوري ومحمد نبي عمري في الدوحة أثناء مباحثات السلام، وذلك في السابع من تموز/يوليو 2019.

لكن هل عيّن أحد منهم وزيراً في الحكومة الجديدة؟

لا يمكن التكهّن بالمستقبل السياسي الذي ينتظر هؤلاء الرجال الخمسة مع عودة طالبان إلى الحكم بعد عشرين عاماً على إسقاط نظامها عام 2001.

ولكن الحديث عن أنهم أصبحوا وزراء ليس صحيحاً حتى الآن، إذ إن حركة طالبان لم تعلن بعد تشكيل حكومة، حتى لحظة إعداد هذا التقرير.