^ كتب أحد المحامين مقالة يوم الأحد في الجريدة إياها بعنوان (رداً على وزارة الداخلية) يرد فيها على تصريح معالي وزير الداخلية القائل (إن من حق رجل الأمن أن يدافع عن نفسه في إطار القانون). المقالة تبين وتوضح الضوابط القانونية التي على رجل الأمن الالتزام بها في دفاعه عن نفسه حال تعرضه للخطر. هذا هو آخر المطاف فبعد أن جرد رجل الأمن من كل الأدوات التي يستخدمها رجل الأمن العادي، ومن بعد محاولات منع استخدام مسيل الدموع والذي يعتبر الوسيلة الأكثر أماناً حتى لسلامة المخربين، لأنه يمنع الاحتكاك والتصادم المباشر بين رجل الأمن والمخربين، وصلنا إلى المطالبة الآن في ضوابط دفاع رجل الأمن عن نفسه في حال تعرضه لاعتداء يهدد حياته للخطر، وغداً ستظهر لنا هيلاري كلينتون تطالب رجل الأمن البحريني في حال تعرضه لاعتداء بسلاح أو بمولوتوف أن يلتزم بالضوابط القانونية في الدفاع عن نفسه حتى لا تتأذى مشاعر القاتل! ما رأيكم نغلق مراكز الشرطة ونسرح رجال الأمن أليس ذلك (أريح) للجميع؟ بلا ضوابط بلا مسيل دموع؛ بلا بطيخ! المقالة من 600 كلمة حفلت بالنصوص القانونية لضوابط الحماية للدفاع عن النفس، وقبلها كتب سعادة المحامي مقالات لا تحصى بنفس عدد الكلمات وكلها تقف كما قلت سابقاً عند ردود الفعل، أي عند كرامة المعلمين وعند حق المحتجين وعند حقوق (بعض) الناس وتجاهل تمام تعدي هؤلاء (البعض) على حقوق الآخرين، أي لا توجد -كالعادة- كلمة واحدة تخاطب أو تقف عند الفعل. فمقالة الأحد (رداً على وزارة الداخلية) تدور كلها على ضوابط الدفاع عن النفس، وكأن رجال الأمن مجرد (مجانين) يجرون في الشارع والنيران تشتعل فيهم أو يجرون والدماء تسيل من أجسادهم رغم أنه لا أحد يعتدي عليهم، وكأن رجال الأمن يدافعون عن أنفسهم ضد أشباح، أو يحاربون طواحين الهواء ولا وجود لمعتدين، من المفترض أن يوجه سعادة المحامي كلمة واحدة لهم!! أليست هناك نصوص قانونية لتحريم وتجريم الاعتداء على الآخرين؟ فأين فطاحل القانون عن هذه النصوص؟ أم أن رمي المولوتوف والأسياخ وإعداد المتفجرات والسلندرات والمسامير والعبوات الناسفة ليست له ضوابط قانونية؟ على الأقل اعدلوا بين المتعدي والمعتدى عليه، أم أن مقتل الآخرين غير (بعض) الناس موضوع غير مهم ولست معنياً به؟ هل زار أحدكم رجال الأمن المصابين بحروق وكسور؟ هل رأى أحدكم سيارات رجال الأمن؟ هل شاهدتم صب الزيت وإشعال الحرائق؟ هل رأيتم رانيا والمعمري والسردي وخميس وكاشف وفاروق و.. و.. و.. وغيرهم؟ هل هؤلاء ملزمون أيضاً بضوابط الدفاع عن النفس؟ هل وصلنا إلى هذه المرحلة من الإنكار وتجاهل الفعل والوقوف عند ردة الفعل؟ ألا ترون أن هذه هي المشكلة التي تقسمنا كمجتمع بحريني إلى قسمين وإلى مجلسين؟ خطاب مصر على معالجة ردات الفعل وتجاهل الفعل تماماً، بل وصل به الأمر إلى مناقشة ضوابط الدفاع عن النفس؟!! بمعنى أن سعادة المحامي يقول للشخص الذي يصارع الموت لو سمحت التزم بالضوابط القانونية وأنت تدافع عن نفسك. فسعادة المحامي الفذ يعرف أن هناك اعتداء على النفس، وأحياناً هناك شروع في قتل، وهناك استخدام لأداة تصيب البدن وسلامة الإنسان بخطر وقد تتسبب في قتله، إنما كل هذه الأفعال لا تعني شيئاً لسعادة الأستاذ المحامي ليخصص لها مقالة يتيمة تستنكر الإرهاب والقتل والحرق والتفجير! ليس هناك كلمة للمعتدي وهناك ألف كلمة من الضوابط للمدافع عن نفسه، أيا عجبي.. يا أخي كلمة يتيمة، مقال يتيم لضوابط الاعتداء على الناس على الأقل. فمن هو الأعور هنا؟ بل من هو الأعمى هنا؟