أدى تعاون حركة طالبان مع الجيش الأمريكي، إلى حماية الأميركيين من "هجوم إرهابي محتمل" في مطار كابول، حسبما كشفت شبكة "إن بي سي نيوز" الإخبارية الأميركية.

وأفادت الشبكة الأميركية في تقرير نشرته الثلاثاء، أنه قبل أقل من 24 ساعة من إنهاء الولايات المتحدة انسحابها من أفغانستان، أوقف عناصر طالبان حافلة متجهة إلى مطار كابول، وأجبروا جميع ركابها على النزول، وقالوا إن "الحافلة ربما كانت مليئة بالمتفجرات، وإن مهاجمين انتحاريين محتملين على متنها"، بحسب رواية مواطن أميركي كان في الحافلة.

ونقلت عن شخصين مطلعين على الرواية، قولهما إن المواطن الأميركي، الذي حُجب اسمه لأسباب أمنية، كان في الحافلة مع بناته الست، الأحد، عندما أوقفها مقاتلو طالبان في محطة بنجشير للوقود خارج المطار، وطلبوا من جميع الركاب النزول.



وأضاف المصدران أن المواطن الأميركي وبناته الست اختبأوا في حفرة صرف قريبة، حتى أعطاهم عناصر طالبان إشارة الأمان.

وقال مساعد بارز بالكونجرس مطلع على الرواية: "كان لطالبان دور فعال بكل تأكيد"، مضيفاً: "بدون إيقاف تلك الحافلة، كان من الممكن أن يحدث هجوم في المطار، يمكن أن يقتل أشخاصاً، بينهم أميركيون".

"تنسيق وتعاون"

وعلى نحو مماثل، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون)، إن الجيش الأميركي عمل مع طالبان لمساعدة الأميركيين والأفغان على المغادرة.

وأفاد ثلاثة من كبار مسؤولي وزارة الدفاع الأميركية بأن مستوى التنسيق والمساعدة، تجاوز بكثير ما أعلنه قادة البنتاجون بشكل علني.

وقال المسؤولون إن مسلحي طالبان الذين حاربوا الولايات المتحدة طيلة عقدين، قادوا الأميركيين عبر نقاط التفتيش، وقاموا بتطهير الشوارع لأكثر من أسبوع، حتى يتمكن الأميركيون من المرور بأمان، وحتى حملوا الأمتعة إلى بوابات المطار.

وأضاف المسؤولون أنهم (عناصر طالبان) ربما منعوا أيضاً بعض الهجمات، رغم أن مسؤولي وزارة الدفاع الثلاثة لم يكونوا على علم بحادث الحافلة.

"اتفاق سري"

كانت شبكة "سي إن إن" ذكرت الثلاثاء، أن الولايات المتحدة أبرمت "اتفاقاً سرياً" مع حركة طالبان، لمرافقة أميركيين إلى بوابات مطار كابول، أثناء محاولتهم الفرار من أفغانستان،

ونقلت الشبكة الأميركية في تقرير، عن مسؤولين اثنين في البنتاجون، قولهما إن الجيش تفاوض على "ترتيب سري" مع طالبان، أسفر عن مرافقة عناصر من الحركة مجموعات من الأميركيين، إلى بوابات مطار كابول.

وقال أحد المسؤولين إن قوات العمليات الخاصة الأميركية أقامت "بوابة سرية" في المطار، وأنشأت "مراكز اتصال" لتوجيه الأميركيين خلال عملية الإجلاء.

وأضاف المسؤولان، اللذان اشترطا عدم ذكر اسميهما، أن المواطنين الأميركيين أُخطروا عبر رسائل مختلفة، بالتجمع في "نقاط التقاء" محددة مسبقاً قرب المطار، حيث سيجمعهم عناصر طالبان ويتحققون من أوراقهم الثبوتية، ويأخذونهم مسافة قصيرة إلى بوابة تحرسها القوات الأميركية، التي كانت تقف على مقربة، من أجل السماح لهم بالدخول وسط حشود ضخمة من الأفغان الساعين للفرار.

وأشارت شبكة "سي إن إن"، إلى أن الجنود الأميركيين تمكنوا من رؤية الأميركيين يقتربون مع مرافقيهم من عناصر طالبان، في محاولة لضمان سلامتهم.

سيطرة طالبان

كانت حركة طالبان سيطرت على العاصمة الأفغانية كابول في 15 أغسطس الجاري، بعد شروع القوات الأميركية في الانسحاب من أفغانستان، من دون مقاومة تقريباً من القوات الحكومية الأفغانية.

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أكد أن الولايات المتحدة ستنهي حضورها الدبلوماسي في أفغانستان، وأشار إلى أن عمليات إجلاء الأفغان الراغبين في الخروج من البلاد ستستمر، بعد الانسحاب الذي تم تحديده بنهاية أغسطس.

ومنذ نهاية يوليو الماضي، تم إجلاء نحو 122 ألف شخص من كابول في جسر جوي تاريخي. وتعهدت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، بمواصلة العمل لإخراج الأفغان المعرضين للخطر، وعدة مئات من الأميركيين من البلاد، في وقت تعهدت فيه طالبان بـ"السماح للأشخاص الذين يريدون المغادرة بالخروج من البلاد".