منذ فترة أحد الأصدقاء ذكر أمام مسامعي أنه إن أردت أن تعيش في شباب دائم فبالإضافة إلى الحرص على اتباع أسلوب صحي من جميع الجهات، فإنه عليك أن تكون قريباً من الأمور التكنولوجية وتعي كل جديدها قدر الإمكان، وحاول ألا يكون بينك وبينها شرخ كبير، حينها ستشعر بأنك دخلت مرحلة الشيخوخة.

هذه العبارة جالت في خاطري خلال حضوري الأسبوع المنصرم محاضرة من تقديم «هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية». وحينها أدركت لماذا نشعر أن مملكة البحرين بالرغم من أصالتها وعراقتها وعمرها الكبير فإنها لا تزال شابة في العشرين. لسبب أنها في تجدد مستمر سواء من الناحية العمرانية والخدماتية ومواكبة التكنولوجيا وأيضاً أسلوب الحياة والعمل.

وهنا لا بد من أن أختبر ذاكرتكم الفولاذية «متى أطلِق مشروع المدارس الذكية في المملكة، وتطبيق البطاقة الشخصية الذكية؟ ومنذ متى أصبحت تتجنب الوقوف في الطابور لدفع إيصالات الكهرباء والماء وحتى الهاتف؟ وماذا عن تجديد جواز السفر والإقامة والتأشيرات، ولا أنسى أخذ مواعيد الأطباء من المراكز الصحية أو المستشفيات وتطبيق «مجتمع واعي». وطبعاً الخدمات المصرفية ونظام Benefit الذي أدهش الكثيرين، وأيضاً برامج الاتصالات وغيرها الكثير بالتأكيد... حقيقة كل شيء تريده ستجده على شكل «تطبيق» في هاتفك النقال تستطيع إنجازه من خلال «الضغط على زر» على السريع.

ولو تأملت قليلاً فستجد أن الخدمات الإلكترونية في القطاع الخاص أو الحكومي جميعها متميزة ورهن إشارتك.

وعند سؤالي أكثر من شركة إن كانت عانت خلال فترة انتقالها إلى العمل عن بعد، فكان الإجماع «بالنفي». حيث إن مملكة البحرين تتمتع ببنية تكنولوجية واتصالاتية رفيعة المستوى، وناسها يتمتعون بديناميكية مهنية وفكرية متقدمة جداً.

على بالي أن أنوّه لَنا جميعاً؛ «بحرينُنا» متميزة منذ الأزل ولها بصمة عريقة.

لعلّنا نكون نحنُ فقط «مقصّرين قليلاً بحقها» بعدم تسليط الضوء على كامل إنجازاتها كما تستحق؛ فهذه الأرض الخيّرة بقادتها وأهلها وناسها كانت ولا تزال بالطليعة في كل شيء وقدمت لنا كثيراً من دون السؤال أو الاستجواب. لذا ألم يحن الوقت لرد الجميل بما يليق؟!