ما يثير الإعجاب وجذب الانتباه في منصات التواصل الاجتماعي وﻻسيما «اﻻنستغرام»، وربما يساق إلى اﻹطالة في تصفح المنشورات هي حسابات التوعية الثقافية، المخصصة في نشر الحكم والمثل التي تلقي بسطورها الأضواء على العبر والوعي بمسالك الحياة اليومية، لتثري أفكار المتابعين وتسهم في تحفيزهم على التأقلم مع مختلف الظروف والمواقف الحياتية.

فالعديد من المنصات تحمل بجعبتها اقتباسات للعديد من المفكرين والروائيين واﻷدباء والمصلحين اﻻجتماعيين الغرب كالروائي الإيطالي ليوناردوا دافنشي والروسي ليو تولستوي، ومن العرب اﻷديب جبران خليل جبران وعباس العقاد وغيرهم، الذين سطروا من الحكم واﻷقوال ما ينير عقول البشرية وإرشادها إلى سبيل الصواب لتتجاوز المآزق في معترك الحياة.

ومن صور تحديات الحياة اﻻجتماعية التي تقع اﻷطراف المتخاصمة في شباكها هي الخلافات الشخصية بين الصحبة، مما توقع الكثير من اﻷشخاص في دائرة الشؤم والخذل واﻹحباطات النفسية حيال تلك الخلافات مع المقربين إليهم، وأيضاً الفشل الذاتي لمن تعثر في دراسته، أو لم يحسن إليه الحظ في الحصول على الوظيفة المطلوبة، أو من فقد عزيزاً عليه، ولمن تعذر عليه تحقيق طموحاته، وأيضاً لمن يعيش في بيئة تعج بها الصراعات اﻻجتماعية في محيط اﻷسرة أو العمل وغيرها من الصور، لتقوم تلك المنصات بدورها الفاعل في نشر الوعي الثقافي لمتابعيها، لمكافحة معظلات الحياة عبر ما تقدمه من أقاويل ثمينة في كلمات وسطور تؤخذ في عين الاعتبار، يستعيد من خلالها المتابع عافيته الذاتية وثقته، مجدداً طاقته الإيجابية ﻷداء أفضل.



وذلك ما يوجه إليه اﻻستخدام اﻷمثل لمنصات التواصل الاجتماعي عبر متابعة الحسابات الثقافية التي ترمي إلى تطوير الذات، وتعد بمثابة «كلاسات» افتراضية تلقن المتابع دروساً معطاءة بحكمها وعبرها التي تنير العقول بالتخلي عن إرهاق النفس في سبيل إرضاء اﻵخرين، وتعيد بناء الذات بعدم الوقوف أمام عقبات الحياة، وتربي بكلماتها القلوب على التحلي بفضائل الأخلاق، محتذين بحذو صناع النجاح من المفكرين واﻷدباء والفلاسفة التي خلدت أقاويلهم وحكمهم عبر اﻷزمنة لتنتهج في مسيرة الحياة.

* إيمان عبدالعزيز