سكاي نيوز عربية

جريمة مروعة هزت تركيا، ارتكبها لاجئ سوري من أصل فلسطيني، قام بإضرام النار في ابنته البالغة من العمر 13 عاما، وحبسها في دورة المياه، وذلك لرفضها الزواج من صديقه.



ووفق وسائل إعلام تركية، فإن الأب المجرم قام بضرب الطفلة وحرقها بمادتي الأسيد والتنر في مدينة شانلي أورفا التركية جنوبي البلاد، وفر بعدها من المنزل مع ابنته الثانية.

وأوضحت التقارير أن الأب أضرم النار في ابنته الصغيرة، بعد سكب المواد الحارقة على جسدها وحبسها في دورة المياه إلى أن تفحمت، وذلك لرفضها الزواج.

ورغم قيام الأب بتشغيل موسيقى وأناشيد دينية صاخبة، بحسب روايات سكان الحي، أثناء ارتكابه الجريمة كي لا يفتضح أمره، فإن ساكني البيوت المجاورة سرعان ما سمعوا صراخ الفتاة، فقاموا بمداهمة المنزل وإسعافها بعد خلع باب المنزل.

وتم نقل الطفلة إلى المستشفى، لكنها فارقت الحياة بسبب إصاباتها البليغة، حيث كانت بالكاد تستطيع الزحف عند خروجها من الحمام، الذي كانت محتجزة فيه بعد هروب والدها.

وفي التفاصيل، فإن دافع الوالد لارتكاب هذه الجريمة البشعة، هو رفض الفتاة الزواج من صديقه، مقابل زواجه هو من ابنة الأخير.

وتطرح هذه الحادثة المفجعة مرة أخرى قضية العنف الأسري ضد النساء والفتيات، خاصة في المناطق الريفية والنائية في تركيا وغيرها العديد من دول المنطقة وحول العالم.

وما زالت تنتشر، وإن بوتيرة أقل، عادات وطقوس اجتماعية بالية، كعادة ما يعرف بـ"زواج البدل"، والتي تقوم على أن يزوج أحدهم أخته مثلا لرجل ما، مقابل أن يتزوج أخت الآخر، وهكذا.

وقد غصت صفحات التواصل الاجتماعي بالتعليقات الغاضبة من قبل روادها على هذه الواقعة، والتي استغربت في جلها كيف أنه يمكن أصلا تزويج طفلة بالكاد تبلغ 13 عاما، مطالبين بإنزال أقصى العقوبات بحق القاتل .

وحول ذلك، تقول الناشطة المدنية سراب بوزغان، في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية": "مع الأسف طفلة صغيرة أخرى تذهب ضحية عادات ومفاهيم تقليدية متخلفة، حيث المرأة وفقها هي مجرد أداة بيد الرجل ولا يحق لها الاعتراض أو التذمر حتى".

وتابعت: "هذه النظرة النمطية ما زالت سائدة في الكثير من مناطق البلاد، وتنتشر خاصة في صفوف تجمعات النازحين واللاجئين، كما هو الحال مع هذه الجريمة".

وأضافت: "رغم التطور الحاصل حول العالم في تمكين المرأة وضمان مشاركتها في مختلف مضامير الحياة، لكننا هنا نتراجع حيث مثلا تم الانسحاب قبل أشهر قليلة من اتفاقية دولية مناهضة للعنف ضد المرأة، وهذه الجريمة النكراء هي مجرد عينة على ما يمكن أن يحدث من كوارث مجتمعية، في حال المضي في التقليل من مسيرة تحرير المرأة وإنصافها، والارتداد عن التطور النسبي الذي تحقق في مجال رفع الظلم عن النساء".

يذكر أن السلطات التركية تمكنت من إلقاء القبض على الجاني وبصحبته ابنته الصغيرة الثانية، التي تم إيداعها في دار رعاية حكومية. ومن المنتظر أن تتم محاكمة الأب القاتل، بعد الانتهاء من التحقيقات الأولية.